تونس - الصباح انتهى عهد «الملصقات» («الباتش») و«العلك» الوخز بالإبر الصينية وبقية الأشكال المعتمدة بهدف التخلّص من الآفة التي طالما عانى منها كثيرون ممّن أصبحوا «عبيد» سيجارة تبيّن لاحقا أنّها كانت سبب إصابتهم بالكثير من الأمراض الخطيرة. الطريقة الجديدة لمكافحة التدخين في العالم وفي تونس تعتمد الوخز بأشعة «اللّيزر». «حلّ سحري» جديد لمدمني السيجارة.. يؤكّد بعض الأطبّاء أنّ نسبة نجاعته فاقت نتائج «الإبر الصينية». 400 دينار تقريبا هي تكلفة عملية الوخز بالأشعة (Luxopuncture) والتي تعد من الطرق الحديثة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين لتحقق بذلك نسبة نجاح تصل إلى 90%. كيف يتم العلاج؟ تقوم هذه التقنية الحديثة أساسا على محاكاة العلاج بالإبر الصينية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين حيث تقوم الآلة الفرنسية الصنع بإرسال وميض أو نبض الليزر العالي التردد بشكل متكرّر على نقاط محددة في الوجه والأذنين كما يحدث في حالة الإبر الصينية ولكن مع الفارق في عدم التسبّب بأيّ آلام نتيجة الوخز، ويتكوّن العلاج بالليزر من عدة جلسات علاجية ولا تسجّل هذه الجلسات أيّة أعراض جانبية. استعداد المدمنين «الرغبة الملحة في الإقلاع عن التدخين والعزيمة من العوامل الأساسية المساعدة على إنجاح العلاج» هذا ما أكّده الدكتور المنصف المهذبي أستاذ جامعي بباريس وخبير في المعدات الطبية وشبه الطبية. وعن كيفية استخدام الليزر في التخلص من التدخين يضيف الدكتور المنصف المهذبي: «عملية الوخز بالأشعة طريقة علاج طبيعية وهي عكس الإبر الصينية، حيث يكون العلاج دون مضاعفات أو آلام ويتم ذلك عبر ثلاثة جلسات متتالية لا تتجاوز مدّتها النصف ساعة وتخصص الجلسة الأولى عادة لتشخيص مدى ارتباط الشخص نفسيا بالتدخين وعزيمته في الاقلاع عنه، وتعمل هذه الجلسات على تعديل الحركة الهرمونية وتنشيط النهايات العصبية دون آلام أو مضاعفات جانبية» مضيفا أنّ التكلفة التي يتطلّبها هذا العلاج لا تعتبر مرتفعة مقارنة بما تقدمه من نجاعة في العلاج حيث يصل الشخص الى مبتغاه في ظرف وجيز دون أعراض جانبية. 3 أشهر يؤكّد القائمون على هذا النوع من العلاج المساعد في الاقلاع عن التدخين أنه ذو فعالية عالية جدا حيث تمكن البعض من الاقلاع عن التدخين تماما بعد الجلسات العلاجية الأولى ولكن قد يخضع الشخص للعلاج ويمتنع عن التدخين لفترة معينة ثم يعود إلى استهلاكه. وفي هذا الاطار يؤكد الدكتور المنصف المهذبي أنه تتم مراقبة الشخص الخاضع للعلاج على امتداد 3 أشهر وفي حال عاود التدخين فإنه يقع تخصيص حصة علاجية أخرى له يقلع اثرها عن التدخين. وفي الآونة الأخيرة شهد هذا النوع من العلاج تطوّرا حيث انتشرت في تونس عيادات عدة للاقلاع عن التدخين بالليزر شملت عديد الولايات ولا ينحصر هذا العلاج في هذه المراكز بل يتجاوزها ليتمركز في المستشفيات العمومية كمستشفى المنجي سليم بالمرسي ومستشفى بنزرت وسوسة في انتظار تدعيمها في بقية المستشفيات.
