كيف وصل قاتل سنية الى بيتي وكيف ظل ينتظرني ساعات طويلة في طقس بارد وأمطار مهاطلة؟! .. كانت الساعة تشير الى ما بعد منتصف الليل.. كان الجوّ ممطرا.. والشوارع تكاد تكون قفراء.. ولا حياة لمن تنادي! ... كنت عائدا الى منزلي الموجود في حيّ شعبي وسط العاصمة في ذلك التوقيت الكئيب جدّا.. وما ان اقتربت لمحت رجلا مختبئا من المطر ملتصقا بالحائط، هيئته تثير الشكوك.. ثم استمعت لصوت ينادي: (سي عبد الرزاق.. أنا فلان زوج سنية الى عديتوها البارح في التلفزة!!). خطوت نحوه.. وأعاد تقديم نفسه لي ولم يكن ممكنا مواصلة الحديث في تلك الظروف فطلبت منه أن ندخل المنزل ونواصل الحديث فلبّى دعوتي وكان شديد الخجل.. قليل الكلام..! ... جلس قبالتي في قاعة الجلوس.. وأول شيء لفت انتباهي هو حذاؤه.. نعم حذاؤه الذي كان ملطخا بالطين.. ومن هنا كان سؤالي الأول.. ما هي مهنتك سيد عبد المجيد؟ فكان رده بأنه مجرد عامل يومي يلتقط رزقه من «المرمّة» أحيانا يشتغل وأحيانا أخرى يظل عاطلا عن العمل طيلة أيام! .. قلت له.. هل أنت غاضب على «المسامح كريم» لأنه مرّر كل ذلك الكلام الذي اتهمك على لسان أمي زهرة بأنك وراء فقدان زوجتك؟ .. في الحقيقة لم يكن هذا الذي يشغله بقدر ما كان شغله الشاغل هو المرور في الحصة المقبلة من المسامح كريم للردّ على كل تلك الاتهامات.. .. كان «ضيفي» القاتل شابا نحيف البنية متوسط الطول.. أزرق العينين.. أبيض البشرة.. له ثقافة اجتماعية متوسطة لا توحي بأنه عامل بناء.. كان يتحدّث بطلاقة وليس هناك ما يوحي بأنه مرتكب لجريمة بشعة شغلت الرأي العام.. .. كان كلّ كلامه منصبّا على الأمّ زهرة وابنتها هدى، يتهمهما بأنهما وراء كل المشاكل التي حصلت داخل أسرته فهما السبب في اختفاء سنية وهما يتحّملان كامل المسؤولية لأنهما لم يتركا ابنتهما هانئة في بيتها.. مع زوجها وأولادها!! .. هكذا.. كان يتحدث.. ويتكلّم ويوجه اتهامات للأم وابنتها.. ولكنه لم ينطق باسم سنية.. زوجته المفقودة في ذلك الوقت!! .. وهنا.. كان علي ان أوجه له سؤالا خطيرا..: لم تحدثني عن زوجتك سنية.. فهي المعنية بالأمر أكثر من غيرها..؟ .. هنا.. صمت قليلا.. وفهم قصدي.. واستعدّ للإجابة.. لكن.. الإجابة في العدد المقبل.. ( ما تغيروش المحطة.. عفوا.. الجريدة) عفوا..
سقط سهوا في العدد الفارط أسماء الذين أثثوا برنامج بلا مجاملة لذلك وجب علينا تصحيح الأمر.. فقد أردنا القول: أشكر وليد الزراع على إلمامه بالمواضيع ولطفي العماري على صراحته وشيراز بن غالي على رؤيتها الثاقبة وحسن بن أحمد على تشجيعه للفنان التونسي وصابر بن عامر على توازن أرائه ومواقفه وهالة على مشاكساتها. بوشناق..!
.. في زمن غير الزمان الذي سطع فيه اسمه.. وفي عصر تغيّر فيه شكل الأغنية ومضمونها.. يبقى الفنان الكبير لطفي بوشناق قيمة ثابتة في تونس وخارجها.. يحمل رسالة انسانيّة نبيلة لن يقدر على حملها إلا الفنان الكبير.. المحترم.. الذي سيخلده التاريخ.. هذا هو درس بوشناق الذي أعطاه ومايزال يعطيه للمتهافتين على الفن..! برقيات..
الى الزين الحداد: حوار قصير معك في إحدى الفضائيات أكدّت فيه انك مطرب مثقف إلى نبيل خيرات: لغة جديدة قدمت بها إحدى المقابلات.. برافو.. الى نجوى الرحوي: منك أتعلّم الكثير من الأشياء في العمل.. وفي الحياة! الى صابر الرباعي: تبقى الصوت الدافىء والحالم.. الى قراء الأسبوعي: دائما في القلب.