وعود كثيرة قدمتها منظمات دولية لمساعدة الدول الأكثر فقرا في العالم بخصوص حصولها على لقاحات ومضادات الفيروس الضرورية لمكافحة أنفلونزا الخنازير في ضوء تزايد انتشار الاصابات بهذا المرض، الذي بدأ يتحول الى وباء على مستوى العالم، ما جعل منظمة الصحة العالمية تطلق صيحة فزع وتحذر من موجة جديدة من الفيروسات أكثر فتكا. فعلاوة على منظمة الصحة العالمية تعهد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمرين ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية في المنظمة الاممية بتوحيد جهودها من أجل توفير زيادة احتياطي الأدوية الناجعة في علاج هذا الفيروس الذي ذهب ضحيته الى حد الآن حوالي 1800 شخص في مختلف أنحاء العالم منذ ظهوره نهاية مارس حسب آخر معطيات للصحة العالمية، واقتراح اجراءات ملموسة على الحكومات التي لا تستطيع الحصول على ما يكفي من اللقاحات والمضادات الفعالة ضد هذا الوباء بالاضافة الى القيام بحملة دعائية عالمية تهدف الى التعريف بخصائص الفيروس وطرق تشخيصه. لاشك أن مثل هذه الوعود تنم عن مواقف تضامنية وانسانية راقية ونبيلة تجاه هذه الشريحة من الدول التي تعاني من معوقات كثيرة أبرزها الفقر وقلة الثروات وانعدام الاستقرار في جانب كبير منها، وحيث تنتشر المجاعة وتفتقر أو تكاد لأبسط مقومات الحياة ناهيك عن توفر الخدمات الطبية الضرورية بحيث ليس من النادر أن نجد فيها أمراضا منتشرة كان يعتقد إلى حد الآن أنها قد قضي عليها تماما مثل الكوليرا وحمى التفويد وغيرها من الأمراض التي لم يعد لها وجود في غيرها من الدول. ومع ذلك يبقى السؤال المطروح عن مدى تجسيد هذه التعهدات على أرض الواقع خصوصا وقد كشفت التجربة أن كثيرا ما بقيت مثل هذه الوعود حبرا على ورق، أو أنها لا ترقى الى مستوى الانتظارات بما يعني أن هذه الأخيرة سوف تعاني الكثير في ظل انتشار مثل هذا الوباء، وهي التي تفتقر للامكانات الضرورية لمجابهة مثل هذه الاوضاع وخاصة منها الطارئة. ان الشعارات تبقى جيدة طالما تم تكريسها وتفعيلها عمليا، لكنها تصبح غير ذات معنى، جوفاء بل ومدمرة في أحيان كثيرة في حال بقيت في مستوى تلك العناوين والالفاظ وكأنها لا تخضع للجاذبية الأرضية لتبقى مجرد تصريحات من هنا وهناك... فما أصعب على الانسان من كلمة خانت وعدها.