تونس الصباح للسنة الثانية على التوالي فاق عدد الإناث في تونس عدد الذكور، اذ كشف المسح الوطني الجديد حول السكان والتشغيل أن عدد الإناث خلال سنة 2008 فاق عدد الذكور بما يناهز 8700 نسمة. وكان المعهد الوطني للاحصاء قد سجل خلال المسح الوطني للسكان والتشغيل لسنة 2007 لأول مرة تفوق عدد الإناث على عدد الذكور، وبالعودة الى مسوحات سابقة يمكن الإشارة الى أن نسبة الذكور ما فتئت تتقلص من سنة إلى أخرى ويفسّر هذا الأمر بتأثير تيارات الهجرة الخارجية التي تتعلق بدرجة أولى بالرجال. كما يفسّر خبراء الإحصاء أسباب تزايد عدد البنات إلى التراجع الهام في نسبة وفيات الأطفال من البنات، والى المستوى المرتفع لمؤمل الحياة عند التونسية الذي يفوق مؤمل الحياة عند الرجل بنحو ثلاث سنوات.. وخلافا للاعتقاد السائد بأن النساء التونسيات أصبحن ينجبن البنات اكثر مما مضى، أظهرت نتائج المسح الجديد الذي أعده المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة الذكورة عند الولادة في تونس تتراوح حاليا بين 106 و108 مواليد ذكورا لكل مائة مولود أنثى.. وبالنظر الى الهيكلة العمرية للسكان في تونس نلاحظ أن البلاد بالفعل ومثلما أجمع عليه الديمغرافيون تمر بمرحلة ذهبية نظرا لاتساع الفئة العمرية في سن النشاط المتراوحة بين 15 و56 سنة اذ أنها تمثل زهاء 67 بالمائة.. لكن هذا لا يمنع من التخوّف من المستقبل لأن التشيخ بدأ يهدد المجتمع التونسي وقارب عدد المسنين المليون مسنّ.. البطالة ترتفع كشف المسح السكاني الأخير عن ارتفاع في عدد العاطلين عن العمل متجاوزا النصف مليون، وزاد عددهم في سنة واحدة بأكثر من 14 ألف عاطل جديد ومثلت نسبة البطالة 14 فاصل 2 بالمائة.. ومست معضلة البطالة بصفة خاصة خريجي التعليم العالي، فرغم الحوافز الموضوعة لفائدة هؤلاء الشبان قصد تشغيلهم في القطاع الخاص أو مساعدتهم على تكوين مشاريع تنقذهم من البطالة وتساهم هي بدورها في توفير مواطن شغل أخرى لغيرهم من العاطلين، ارتفعت نسبتهم.. ونجد ربع من لهم مستوى تعليم عالي تقريبا في حالة بطالة. ولعل الملفت للانتباه هو أن هاجس البطالة أصبح يؤرق أكثر من ثلث أصحاب الشهادات من التقنيين السامين.. ففي الوقت الذي يعتقد فيه المتوجهون لهذه الاختصاصات أنهم سيشتغلون بمجرّد تخرجهم.. نجد نسبة البطالة في شعب التقنيين السامين ترتفع من سنة الى أخرى. وبالاضافة الى التقنيين السامين، يمكن الاشارة استنادا الى نتائج المسح الى أن اختصاصات الحقوق والاقتصاد والتصرف والانسانيات مازالت تخرّج شبابا لا يعثر بسهولة عن مواطن شغل ويظلون لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أو حتى أكثر في صفوف العاطلين عن العمل. ولم يعد شبح البطالة يخيف خريجي الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والعربية وغيرها من شعب الانسانيات بل أصبح يتربّص حتى بالأطباء والصيادلة والمهندسين وحاملي الماجستير.. وناهز عدد هؤلاء ثمانية آلاف عاطل. الأمية والعزوبة كشف المسح الوطني حول السكان والتشغيل لسنة 2008 عن تحسن المستوى التعليمي للتونسيين اذ أن عشرهم لهم مستوى تعليم عالي.. لكن هذا لا ينفي أن نسبة الأمية مازالت مرتفعة وفي هذا الصدد يمكن الاشارة إلى أن خمس السكان لا يحسنون القراءة والكتابة.. لكن سوادهم الأعظم هم من المسنين.. إذ أن أكثر من ثمانية أعشار من هم فوق السبعين أميون. وفي ما يتعلق بالحالة المدنية تفيد نتائج المسح أن 42 بالمائة من السكان الذين تساوي أعمارهم أو تفوق 15 سنة عزاب، وسجلت نسبتهم بذلك انخفاضا طفيفا عما كانت عليه خلال سنة 2007 فقد كانت في حدود 42 فاصل 5 بالمائة.