تونس الصباح في كل موسم جديد يحاول نجم حلق الوادي والكرم الخروج من عنق الزجاجة ومعاودة الوقوف من جديد لكنه وما إن يتحسّس الطريق نحو هدفه المأمول حتى تطل عليه أزمة الملعب وتصدّه عن المنشود. نجم حلق الوادي والكرم فريق عريق أنجب عديد المهارات لكنه يئنّ اليوم في صمت تحت وطأة الفقر. «الصباح» جالست رئيسه طارق بلخوجة واستفسرته عن الحالة الصحية للنادي فقال: «النجم الأولمبي مريض وحالته الصحية لا تبشر بالخير، يضم مختلف الرياضات الفردية والجماعية (1200 مجاز) بميزانية تقارب 130 ألف دينار، ولا نملك ملعبًا لا للتدريب ولا لاحتضان المباريات الرسمية. وهذا من أسباب نزولنا من الرابطة الأولى إلى الدرجة الثالثة. موارد الفريق.. ما هي مصادرها؟ نعيش من منحة بلدية حلق الوادي المقدرة ب50 ألف دينار ومنحة بلدية الكرم التي تبلغ 35 ألف دينار ومنحة من ديوان المواني ب45 ألف دينار. ومن هذه المبالغ تعيش الجمعية وفروعها مع العلم أن كل فرع يضم 300 مجاز، والتنقل يتم على حسابنا، ورغم كل هذا لم نتغيب عن أية مباراة ولم نسلم أولادنا إلى الفرق الأخرى. وكل آمالنا اليوم معلقة على تجهيز الملعب وتعشيبه، وإن لم يتحقق هذا لا قدّر اللّه، فالكل سيرفع يديه عن الفريق. أنا موجود في الفريق منذ عشر سنوات وشغلت جميع المناصب تقريبًا ولن أترك الفريق حتى يتحقق حلم الملعب واليوم أحارب من أجل تحقيق هذه الهدف ولم أترك بابًا إلا طرقته فأنا ابن الكرم وأقل ما يمكن فعله هو توفير ملعب معشب يحتضن مواهب الجهة. يعيش الفريق وضعًا صعبًا فأين رجال النادي؟ فريقنا يعيش من غير دعم فلا رجال النادي ولا الأحباء إلى جانبه، نحن لا نعلم في أي ملعب سنتدرب ولا في أي ملعب سنجري مبارياتنا فمرة تجدنا في ملعب المرسى ومرة في سكرة وتجدنا أيضًا في الملاسين.. فكيف نطلب من الأحباء الالتفاف حول فريقهم ونحن لا نملك ملعبًا قارًا نتدرب فيه؟ أنا أتساءل هنا من يستطيع العمل في هذا الجو وبميزانية لا تساوي عقد لاعب في الرابطة المحترفة الأولى؟! قيل في وقت ما إنه سيتم تشييد ملعب في منطقة قريبة من قصر المعارض بالكرم، فلماذا لم يتم الإنجاز؟ منذ سنة 1999 ونحن نعاني من هذا الإشكال إولاً تقرّر فعلاً أن يكون الملعب في منطقة قريبة من قصر المعارض، وقد دفعت البلدية قدرًا من المال لأجل هذا وتم وضع حجر الأساس، ولكن تغيّرت المعطيات وتغيّر المكان إلى قطعة أرض خلف محطة حلق الوادي، وقد ألغي هذا المشروع أيضًا وفي الأخير وقعت المصادقة من قبل وزارة التجهيز والإسكان ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية على تهيئة وتعشيب ملعب الكرم، ومنذ ذلك الحين لم تصلنا أية معلومة حول موعد انطلاق الأشغال. هل صحيح أنك قررت في فترة ما حلّ فرع الكرة الطائرة؟ نعم كنا على وشك القيام بذلك وقد نضطر إلى فعله والسبب غياب الدعم، فالكرة الطائرة كانت من أقوى الفروع واليوم في غياب قائمة للفريق نوشك على حل هذا الفرع، ونفس الأمر يتهدد كرة السلة، فهذان الفرعان شرفا في الماضي الراية التونسية، وبقليل من الدعم سيعود النجم الأولمبي إلى ما كان عليه سابقًا فلقد وعدونا بإنجاز قاعة للكرة الطائرة ونتمنى أن يتحقق ذلك. لماذا قررت تقديم استقالتك في الموسم الماضي؟ قدّمت استقالتي في الموسم المنقضي عندما سُدّت كل المنافذ أمامي وقد قوبلت هذه الاستقالة بالرفض من سلطة الإشراف، والتقيت يوزير الشباب والرياضة والتربية البدنية، فاستمع إلى مشاكل النادي وقد أخذت وعودًا بالوقوف إلى جانب الفريق. كم تنفقون يوميًا من أجل تأمين ساعة ونصف تدريب؟ نتمتع بتعريفة منخفضة في التمارين ورغم ذلك ندفع يوميًا 200 دينار لأكابر كرة القدم. أي 50 ألف دينار مصروف التدريب فقط في الموسم، فماذا بقي من ميزانيتنا المتواضعة؟ ولو كنا نملك ملعبًا لأصبح لدينا مصدر دخل قار من الإشهار والتذاكر وكراء الملعب للفرق الأخرى. آخر الاستعدادات للموسم الجديد؟ نحن بصدد إعداد الفريق، وقد دعمناه بعديد اللاعبين الذين نشطوا في القسم الأول والثاني على غرار صبري الهمامي وأمين الغربي ولسعد العبيدي وأنور الجديدي. كما كسب اللاعبون الشبان الذين عوّلنا عليهم في الموسم الماضي الخبرة مع وجود مدرب محنك وقدير وهو نادر داوود الذي كان وراء صعود جرزونة ومنزل بورفيبة إلى الرابطة الثانية. هل لديكم ديون؟ لا ليس لنا ديون رغم وضعنا المادي الصعب، فالكل نال مستحقاته من لاعبين وممرنين في جميع الأصناف ولا مشاكل لدينا مع المزودين أو النزل. ماهي أهدافكم في الموسم الجديد؟ الهدف الأول هو الصعود إلى الرابطة الثانية ثم انطلاق أشغال الملعب، فملعبنا تتدرب فيه الجمعية النسائية بالكرم وكل المعاهد والمدارس التي توجد بالكرم وتجرى فيه امتحانات «الباك سبور» فهو المتنفس الوحيد للجميع في الكرم ويجب أن نجهزه ونحافظ عليه. المال موجود في حساب بلدية الكرم ولكن الشيء الذي ينقص هو إعطاء إشارة الانطلاق، وأنا أطلق عبر صحيفتكم صرخة مدوية من أجل إنقاذ فريقنا ورعاية الشبان الذين يتدربون فيه. وحلق الوادي تعج بالطاقات ودعمت الرياضة التونسية في كل الاختصاصات. أتمنى أن يكون لنا مركب لأننا أصبحنا من دونه نعاني من مركب نقص خاصة إذا ما تنقلنا داخل الجمهورية ورأينا ملاعب وتجهيزات لا نملك منها شيئًا رغم أننا أعرق من فرقها.