الحرايرية - الصباح شيع أهالي منطقة غدير القلة يوم الجمعة السابع من رمضان جثمان ابن المنطقة الشاب أكرم بن عبيد وهيبي من مواليد 23/09/1985 الذي كان قد انتحر برمي نفسه في السد المجاور. جثة في مياه السد لجمع تفاصيل ضافية حول ملابسات الموضوع كان لنا لقاء مع والد الضحية الذي قال: خرج أكرم من المنزل عشية يوم السبت الفارط ولم نعلم أي وجهة قصدها حيث انتظرناه عدة ساعات لكنه لم يرجع وعندما مر ت ليلة كاملة ولم يرجع اتجهنا إلى مركز الأمن الوطني وأعلمنا أعوان الحرس بذلك فصدرت في شانه بطاقة تفتيش وبقينا في حيرة من أمرنا عدة أيام ولم نوقف خلالها عمليات البحث لكن دون جدوى وبعد مضي ستة أيام أعلمنا أعوان الأمن بأنهم عثروا على جثة أكرم في السد وانهم احالوها على التشريح بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة. ظروف...؟ ويتوقف محدثنا هنيهة ثم يواصل قائلا: منذ اليوم الذي غاب فيه أكرم أنا شبه صائم ليلا نهارا لم يهدا لي بال فهو طفلي المدلل والقريب إلى قلبي أكثر من بقية أفراد العائلة لا سيما انه يعاني من مرض نفسي بسبب الظروف الاجتماعية التي نعيشها لقد انقطع عن التعليم وأدى واجبه العسكري وأراد أن يدخل الاكاديمية العسكرية إلا أن طوله كان ناقصا ب 3صم فانتابته أعراض نفسية وعصبية حادة بسبب الإخفاق حيث بقينا نعمل على معالجته بالأدوية لكنه خلال مدة مضت حاول الانتحار برمي نفسه في سبخة الملا سين وأمكن لنا إنقاذه الى ان كان يوم السبت الماضي 22اوت 2009 حيث خرج في غفلة منا واتجه نحو السد ونجح في هذه المرة في التخلص من حياته التي أحس وأنها تعيسة بائسة وايقن انه لا خلاص من ظروفنا القاسية فأنا عامل يومي والعبء كان ثقيلا علي وبقية افراد العائلة عاطلون عن العمل حتى انه كم من مرة يعبر عن اسفه لرؤيتي وأنا في حالة تعب قصوى فاحاول في كل مرة أن أقنعه بأنه المكتوب والنصيب ولا مفر من حكم الله لكنه لا يقتنع ويرى في انه لا إنصاف ولا عدالة في الوجود . ويقاطعنا احد الاجوار قائلا: هي فرصة لان نرفع نداءنا إلى السلط للتدخل لفائدة هذه العائلة التي تعيش ظروفا قاسية بكل ما تحمه الكلمة من معاني بتحسين ظروفهم المعيشية.