تونس - الأسبوعي ينشغل الوسط السياسي والإعلامي ببلادنا بمتابعة استعدادات الأحزاب السياسية للانتخابات الرئاسية والتشريعية. وخاصة ما يتعلق بإعداد القائمات التي سوف تشارك بها هذه الأحزاب في تشريعية أكتوبر القادم، مع تركيز خاص على أحزاب المعارضة التي وان قرر اغلبها المشاركة وفي كل الدوائر فإنها لم تحسم أمرها بعد في ما يتعلق بتركيبة القائمات ورئاستها والتي تمثل كما يقول المثل العربي ''مربط الفرس''، فرئيس القائمة هو''نائب افتراضي'' في انتظار نتائج يوم 25 أكتوبر. وهذا ما يفسر حالة ''الصراع'' التي تجاوز صداها هياكل وكواليس مقرات الأحزاب وانتقلت من ''الأروقة'' إلى ''الأرصفة''، إلى درجة تحول معها ''موقع'' رئاسة القائمة إلى أولوية مطلقة في نشاط الكثير من الأحزاب. فلا حديث عن المضامين أوالبدائل أوالبيان الانتخابي فكلها في انتظار من سيفوز بتصدر القائمة. وبعيدا عن ما يعتبره البعض من رموز وقيادات المعارضة من شيوع الكثير من ''الانتقاد'' داخل المهتمين بمتابعة الشأن السياسي وأساسا الإعلاميين لواقع أحزاب المعارضة، فان الحراك السياسي يبرز بأن الكثير منها في حاجة إلى إجراء مراجعات جذرية لأدائه ودوره وكذلك وظيفته في المجتمع والدولة. وعلى خلاف أحزاب المعارضة، فان الحزب الحاكم يحرص على جعل مسألة الإعداد للانتخابات مناسبة لمزيد تكريس الديمقراطية في خطاب وهياكل التجمع. فإعداد القائمات خضع لاستشارة قاعدية واسعة في مختلف المستويات المحلية والجهوية والمركزية. وينتظر أن تعرف قائمات التجمع نسبة تجديد هامة،وأكثر تمثيلية للمرأة والشباب، وأن لا تتضمن الشخصيات التي تشغل مناصب هامة في الدولة كالوزراء وأعضاء الديوان السياسي ورؤساء البلديات الكبرى، وهواختيار يعبر عن إرادة قيادة الحزب في أن يتفرغ كبار المسؤولين لمهامهم وأن يكون عمل النائب مركّز ومنحصر فقط علي تنفيذ البرنامج الانتخابي الذي وعد به قبل الوصول إلى قبة قصر باردو. إن طبيعة تعاطي التجمع الدستوري الديمقراطي مع الإعداد للمواعيد السياسية وخاصة الانتخابات تبرز درجة التطور النوعي التي يعيشها وأثرها الإيجابي على مستقبل الخارطة السياسية والتعددية الحزبية بوصفه الحزب الذي يحكم البلاد والأكثر تنظيما وقدرة على التمرس بالحكم،لهذا فان الحزب الحاكم مدعو دائما إلى تجديد أساليب عمله واستباق الأحداث لا مسايرتها أو التفاجئ بها. وهذا ما كان له أن يتحقق لولا استجابة التجمع لعناصر ثلاثة، تعد من أساسيات وجود وتواصل الحزب الذي يعتبر حجر الزاوية في كل نظام ديمقراطي تعددي: ** جماهيرية التجمع واستناده إلى قاعدة عريضة وقطاعية فاعلة ومؤثرة، عبر عنها رئيس التجمع في خطابه الافتتاحي لمؤتمر المثابرة، بقوله ''من أسرار نجاح التجمع ارتباطه بالقاعدة وتجاوبه مع مشاغلها وطموحاتها واستماعه إليها باستمرار والعودة إليها في كل المناسبات..''. ** حرص التجمع على أن يكون له تقليد سياسي يتمثل في التأكيد على الاستمرارية التاريخية مع تراث الحزب في إطار رؤية تحديثية. ومن مظاهر التجديد الحرص المستمر على تطوير الخطاب السياسي وتطعيم الحزب بروافد وإطارات جديدة قادرة على الإضافة والإبداع، وخاصة من الشباب والمرأة والمثقفين والجامعيين... ** وجود قيادة واعية ومستوعبة للمتغيرات داخل وخارج الحزب.