تونس الصباح بعد مشاورات واسعة جرت ولا زالت تجري خلال المدة الأخيرة في صفوف الطلبة وداخل الاتحاد العام لطلبة تونس، بخصوص العمل على لم شمل الأطراف الطلابية بكافة حساسياتها قصد الخروج بالاتحاد من الأزمة التي تردّى فيها منذ سنوات، خاصة بعد تضاؤل إشعاعه في الجامعة، وتعليق مؤتمره الأخير، وردت علينا مبادرة في الغرض كانت قد أعدتها مجموعة من قدماء الإتحاد وذلك كمقترح لفتح حوار شامل بين جموع الطلبة. يقول نص هذه المبادرة: "برزت في الآونة الأخيرة بوادر ايجابية لحوار فعلي وجدي بين مجموعة هامة من قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس، لم تلتق منذ فترة، وذلك بهدف الخروج من الوضع المتأزم... وحتى لا نضيع مثل هذه الفرصة التي قد تكون مصيرية في مسار المنظمة الطلابية لاستعادة مكانتها في الجامعة والبلاد ولو بصفة تدريجية بالنظر إلى مخلفات الأزمة الأخيرة التي تعد الأخطر منذ عودة الاتحاد إلى النشاط القانوني." وتفاعلا مع هذا التمشي ومساعي العديد من القدماء والشخصيات الوطنية والنداء الصادر أخيرا عن الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس، نعلن نحن مجموعة قدماء الاتحاد: "عبد القادر حمدوني، بوبكر الطاهري، عبد السلام حمدي، جمال التليلي، عثمان قوادر، المنصف الشابي، الحبيب مرسيط، طارق الشعبوني، عبد الله الرويسي، مصطفى التليلي .. نعلن عن دعمنا ومساندتنا لهذا الحوار الذي نعتبره المدخل الرئيسي لتجاوز هذه الأزمة باعتبار مسؤولية هذه القيادة من الناحية القانونية والشرعية التاريخية وحتى يتم القطع مع الحلول المسقطة من خارج المنظمة وهياكلها وهي حلول ثبت أنها مولدة للأزمات ومغذية لها. كما ندعو قيادة الاتحاد على اختلاف توجهاتها إلى توسيع المشاركة في هذا الحوار وتنطيمه والتمسك باستقلالية قرارها الواعي لتجاوز الأزمة، وهو ما يعكس مستوى من النضج والمسؤولية والحرص على مستقبل هذه المنظمة وجب على كل الديموقراطيين دعمه. وإسهاما منا في نجاح هذا الحوار ومساعدة مناضلي الاتحاد على تجاوز حالة الانقسام والتشتت، ولكي تستعيد المنظمة الطلابية دورها في الجامعة والبلاد ندعو إلى أن يكون هذا الحوار: 1 ) حوار يجمع ولا يفرق يشارك فيه كل مناضلي الاتحاد دون اقصاء, 2) حوار تكون أهدافه واضحة وخاصة الوقوف على اسباب الأزمة بموضوعية بقطع النظر عن المسؤولية التي تبقى مشتركة والأهم البحث عن سبل التجاوز من أجل عقد مؤتمر في حجم المنظمة وتاريخها. 3 ) حوار على قاعدة مبادئ ملزمة ومعلنة يلتزم بها الجميع فكرا وممارسة مستمدة من مبادئ الاتحاد وتاريخه، ومبادئ مرتبطة بتطور أوضاع الحركة الطلابية والظروف الحالية والتحديات التي تواجهها هذه الحركة على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي وهي اساسا كاللآتي: التمسك بالاتحاد العام لطلبة تونس كمنظمة نقابية طلابية وديموقراطية ومستقلة, اتحاد متمسك بقيم العقلانية والتقدم يرفض كل أشكال التطرف والإنغلاق والتوظيف مهما كان مأتاها. اتحاد يعي الممارسة الديموقراطية ويرفض كل أشكال العنف ويجرم من يمارسه, اتحاد يناصر قضايا الحرية والديموقراطية والتقدمية ويتميز مع كل المشاريع المعادية لها. التمسك بالاتحاد كمكسب وطني له رصيد تاريخي كبير وساهم من مواقع متقدمة ومشرفة في بناء مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والسياسي. وحتى تكون مبادرتنا جزء من انطلاقة حقيقية وفعلية نقترح على مناضلي الاتحاد عقد مائدة مستديرة تشارك فيها الحساسيات التقدمية والديموقراطية المتمسكة بالاتحاد دون إقصاء وبحضور قدماء المنظمة وممثلي المجتمع المدني الديموقراطي والتقدمي حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم للخروج بالاتحاد من الوضع المتأزم والتوجه لعقد مؤتمر موحد على قاعدة الوفاق بين الجميع. كما نتوجه إلى سلطة الاشراف بنداء من أجل التفاعل الايجابي مع هذا التوجه وفتح قنوات الحوار والتفاوض بين قيادة الاتحاد ودوائر القرار لما لمستاه من نضج ومسؤولية واستعداد حقيقي لتغليب لغة الحوار والتفاوض واعلاء مصلحة الجامعة والبلاد وتجنب كل ما من شأنه توتير الأوضاع الجامعية». وبموازاة مع هذه المبادرة الأولى التي نوردها اليوم أفادتنا أطراف طلابية أخرى من داخل الاتحاد وقياداته القديمة أيضا أن هناك مبادرة طلابية ثانية قيد الإعداد، ينتظر طرحها عما قريب. كما تؤكد مصادر من قيادة الاتحاد الحالية، أنه ينتظر أن يعلن الأمين العام على تنظيم مائدة مستديرة لكل هذه الأطراف وذلك باتجاه بلورة تمش موحد يقود إلى تنظيم مؤتمر وفاقي بين كل الأطراف.