خلفت الأمطار الأخيرة خسائر في القطاع الفلاحي تمثلت في إلحاق أضرار متفاوتة ببعض الجهات التي اجتاحتها مياه الأمطار بسبب فيضان الأودية والسيلان الجارف للمياه، فضلاً عن إتلاف بعض المحاصيل الزراعية كالتمور وغيرها، فقد جرفت الزراعات واقتلعت الأشجار وألحقت خسائر في مستوى التربة والمساحات المخصصة لهذا القطاع وذلك بنسب متفاوتة. أفادت مصادر الاتحادات الجهوية للفلاحين بكل من توزرونفطةوقبلي أن الأضرار التي لحقت بصابة التمور جراء الأمطار الأخيرة كانت متفاوتة. وقدرت هذه المصادر نسبة الأضرار ما بين 1 و30 في المائة تقريبا، وذلك لاعتبارين مختلفين الأول يتعلق بالمفعول السلبي للأمطار وكثافتها على بعض الجهات والثاني بتفاوت عملية نضج التمور التي تختلف بين الغابات الجديدة والقديمة، ومدى الرطوبة التي لحقت بها جراء شدة الحرارة في الأسابيع الفارطة وما تبعها من أمطار في الأيام الأخيرة. وحسب رؤساء الإتحادات المحلية ومهندسين عاملين بالقطاع أفادت مصادر من الاتحادين الجهويين بقبليوتوزر أن الأضرار التي لحقت بالصابة كانت بتمغزة ما بين 15 إلى 30 في المائة، وفي حزوة 1 بالمائة، أما في نفطة فإنها 25 إلى 30 في المائة، ودقاش 30 في المائة وتوزر ما بين 15 إلى 30 في المائة. كما سجلت أضرار بمناطق أخرى بكل من الجريد وقبلي حيث بلغت 18 في المائة بواحات قبلي وسوق الأحد، ونسب أخرى متفاوتة ببقية الجهات، لكنها تبقى عموما في مستوى الأضرار التي لحقت بالجهات المذكورة آنفا. نضج صابة التمور وجنيها وأشارت هذه المصادر من ناحية أخرى إلى حركية في جني الصابة قد إنطلقت في بعض الواحات، وتتصل حاليا ببعض الباكورات من أنواع التمور، على اعتبار أن نضج التمور يكون بنسب متفاوتة وذلك حسب مواقعه وعمر النخلة. وأفادت في هذا الجانب أن عملية نضج الصابة تعتبر في بداياتها وتقدر حاليا ب 15 إلى 25 في المائة. وحسب التقاليد الفلاحية الجارية في واحات التمور والتي تقوم في مجملها على بيع الصابة على رؤوس أشجارها أي ما يعرف ب "الخضارة" أو البيع بالعرجون حسب التقاليد، فإن تقديرات الاتحادات الجهوية للفلاحين بهذه الجهات تشير إلى أن ما بين 10 و80 بالمائة من الصابة قد وقع لحد الآن بيعها على رؤوس أشجارها. وبخصوص عمليات الإحاطة العامة بصابة التمور في كافة جهات الجنوب أفادت مصادر الاتحاد الوطني للفلاحين أنه تم إلى غاية شهر أوت الفارط وما سبقه من الأيام عملية تغليف 5،1 مليون عرجون من التمور، وهي نسبة تعتبر محترمة، حيث سجل من خلالها تقدم هام بخصوص الإحاطة بالمحاصيل، وتجنيبها كافة أنواع الأضرار التي تلحق بها سواء بتجنيبها أثار الرطوبة أو تمكّن أنواع دودة التمور الغابية منها. وأفادت هذه المصادر أن الأيام القريبة القادمة ستشهد حضور أنواع الدقلة بالأسواق التجارية. وقد سجلت نسبة في زيادة الصابة قدرت ب15 في المائة عما كانت عليه في السنة الفارطة. في الجنوب الغربي وقد تسببت غزارة الأمطار التي شهدتها مناطق الجنوب الغربي خاصة منها معتمديات الرديف وأم العرائس والمتلوي في أضرار فادحة في المساحات الفلاحية المنجزة وفي المنشآت المائية.. هذه الأضرار تمثلت بالخصوص في جرف مساحات سقوية بمناطق الصوالحية وتابديت وسقدود كما شملت هذه الأضرار المنشآت المائية على غرار عدد من الآبار الاستكشافية وآبار الاستغلال بمنطقة تابديت بالخصوص. انجراف الأراضي الفلاحية اكتسح عديد المساحات بمنطقة سقدود 2 والبركة بالمتلوي وأم العرائس وأضر بمصدّات الرياح والطوابي الترابية والميكانيكية التي تم تركيزها في إطار مقاومة التصحر ضمن المشروع الثاني للتنمية الفلاحية المندمجة بمناطق الحوض المنجمي الذي ينجز باعتماد جملي يصل إلى 25 مليون دينار كما تسببت المياه والأودية في اقتلاع غراسات النخيل الناشئة. جرف حقول الزراعات السقوية والأشجار المثمرة والكروم وفي المهدية والمناطق التابعة لها نزلت أمطار غزيرة لم تسجّل منذ أربعين سنة خاصة بمعتمديات المهدية وقصور الساف وهبيرة وسيدي علوان، حيث تجاوزت الكميات المعدّل العادي لشهر سبتمبر. وقد تسبّب سيلان الأودية وفيضان بعضها في انقطاع حركة المرور خاصة طريق بومرداس بسبب فيضان وادي المالح ووادي شيبة بهبيرة. كما أنّ بعض التجمّعات السكانية كالشفافرة وعمادة شيبة قد حاصرتها مياه الأمطار وألحقت بها أضرارا. كما تمّ تسجيل أضرار ببعض الزراعات بعد أن جرفتها المياه كالأشجار المثمرة والكروم والزّياتين. علي الزّايدي - علي دخيل - محمد الهادي الهلالي – نزيهة الغضباني