في العدد المنقضي تحدثنا عن سهى الطفلة الصغيرة التي كانت ضحية الإهمال والأخطاء الطبية التي لا يخلو منها مجتمع مهما تقدم علميا وتكنولوجيا (ما ناش نبرّروا..) ولكن تلك حقيقة وذاك قدر الإنسان الذي يخطئ وسيظلّ يخطئ..! ... ما الذي حدث بعد أن شاهد ملايين الناس سهى تصرخ وتتألم... فاقدة للحركة، عاجزة عن الكلام في حضن والدتها التي لا تنقطع عن مراقبة ارتخاء الرأس لتتدخل بسرعة حتى لا تختنق تلك البنية فتموت؟! ... لم يمر على مرور الحصة التي تطرّقت لحالة سهى 24 ساعة فقط على شاشة التلفزيون حتى ينبلج فجر جديد لعائلة هذه الطفلة الصغيرة... كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا وكان على خط هاتفي وزارة الصحة تطلب معلومات إضافية عن سهى ثم وبعد ربع ساعة فقط كانت وزارة العدل على الهاتف تطلب ايضاحات ليتمّ استدعاء والد سهى في اليوم نفسه وليوضع ملف ابنته على مكتب الوزير مباشرة! ... كنت في منتهى السعادة لأن صوت سهى وصل إلى من يهمه الأمر.. والأهم من ذلك أن التحرك كان سريعا والتدخل صار وشيكا.. وقضية هذه البنت ستغلق نهائيا وستنعم سهى بالعلاج المطلوب وستتحقق لها الرعاية اللازمة وستشعر الأم بالراحة بعد معاناة دامت سنوات..! ... لم يمر وقت طويل حتى أحيل ملف سهى على القضاء وحصلت البنت على تعويضات مالية بلغت 150 ألف دينار وتدخلت وزارة الصحة العمومية لتقدم التسهيلات اللازمة للعلاج.. ثم طارت سهى إلى فرنسا لمزيد الفحوصات وتشخيص أمراضها المزمنة ووضع خطة علاجية لتحسين وضعها الصحي... وشعرت عائلة سهى بقليل من الرضاء بعد أن كانت الحياة كئيبة وحزينة وفاقدة لأية نكهة... ... كانت قصة سهى في بدايتها... مؤلمة وقاسية... ولكنها القسوة التي لم تدم والألم الذي لم يتواصل بفضل «صورة» تلفزية كانت حنبعل قدمتها لتوصل صوت المظلومين إلى من يهمه الأمر. ... لقد وصل صوت سهى إلى المسؤولين الذين قدموا الدرس للآخرين مبرهنين على أن المسؤول ضمير... وإحساس... وتفاعل وتدخل حازم كلما تطلب الأمر ذلك..! ... لقد قلت في ورقة سابقة.. هكذا كادت سهى تدمّر حياتي... والآن وفي هذه اللحظة وأنا أسترجع شريط الذكريات أقول هكذا زرعت سهى في حياتي طريق الأمل..! شكرا لكل الإرساليات القصيرة التي وصلتني! ... لم أكن أتصور أن تفاعلكم من خلال الإرساليات القصيرة (SMS) كانت بذاك الحجم.. فلقد استمتعت بقراءتها واحدة.. واحدة والأهم من ذلك أنكم تفاعلتم مع ما يكتب في ركن «من القلب».. قرأت ما كتبتموه عن قصة سهى... وأسئلتكم التي طرحتموها عليّ حول الذي جرى بعد ذلك... تجدون الجواب في هذه البطاقة وأني بصدق سعيد جدا بهذا التفاعل الإنساني منكم وأشكركم جزيل الشكر.. كما أفيدكم أنه وصلتني عديد الإرساليات دون ذكر الاسم وأني أود أن أتعامل مع أشخاص وليس مع أرقام فالرجاء ذكر الإسم وإن أمكن عرض بسطة عن الحالة الاجتماعية: العمر، المهنة... إلخ... فنحن من هنا فصاعدا سنشترك في الصداقة عبر «الأسبوعي» لنكوّن «نادي الأسبوعي» نتجادل فيه ونشترك من خلاله في الإبداع وفي العطاء الإنساني.. شكرا أصدقائي! للتفاعل مع كاتب هذه البطاقة يمكن إرسال SMS على الرقم 22.885.804 أو عن طريق البريد العادي على عنوان الصحيفة. برقيات * محمد إدريس: صغير في مشكلتك... ضخم في إبداعك! * وليد التليلي: متى نراك على شاشة التلفزة يا وليد؟ * إلى قرائنا في ليبيا: «الأسبوعي» مقروءة بنهم في ليبيا حسب اتصالاتكم.. وبالمناسبة أوجه تحية إلى اخواننا في ليبيا على متابعتهم الكبيرة للبرامج التلفزية في تونس. * إلى امرأة: متى نلتقي؟!! للتعليق على هذا الموضوع: