تونس - الصباح يجري خلال هذه الفترة نقاش صلب بعض الكوادر والمسؤولين في حركة التجديد، بخصوص عودة بعض الوجوه (من كوادر وإطارات الحزب) إلى الحركة، بعد سلسلة الانسحابات التي سجلت في غضون الأعوام القليلة الماضية.. وتدور هذه المناقشات هنا وهناك، ضمن أطر مختلفة في العاصمة وخارجها، بغاية الاستفادة من الوضع الجديد الذي باتت عليه الحركة، في أعقاب مؤتمرها الثاني الذي تمخض عن قيادة جديدة بزعامة السيد أحمد إبراهيم.. وكانت هذه الانسحابات، سجلت منذ العام 1999، عندما قررت مجموعة ضخمة يناهز عددها الثلاثين كادرا وإطارا صلب الحركة، الانسحاب من الحزب، على خلفية تناقضات مع القيادة المتخلية، وتحديدا مع الأمين العام السابق، السيد محمد حرمل، بشأن ملفات مختلفة، بينها مواقف الحزب وأدائه وتحالفاته وكيفية تطويره وتجديده.. والجدير بالذكر في هذا السياق، أن هذه المجموعة التي تضم كوادر عليا في الحزب، على غرار السيدين فتحي قديش ومحمد الخلايفي، عضوي المكتب السياسي وممثلي الحزب في مجلس النواب في تلك الفترة (1994 1999)، قد تقدمت بنحو إثني عشر قائمة مستقلة خلال انتخابات العام 1999، بما شكل أضخم عدد من القوائم في تلك الانتخابات التشريعية.. استئناف الحوار .. وعلمت "الصباح" في هذا السياق، أن بعض الاتصالات والجهود بدأت تبذل بصيغ مختلفة، من أجل استئناف النظر في ملف بات ما يعرف ب"المصالحة" صلب الحركة، الخارجة للتو من مخاض مؤتمر توحيدي ألف بين فرقاء الأمس من كوادر الحزب الشيوعي السابق وعدد هام من اليساريين المستقلين.. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن عددا من هذه الكوادر، شرع في القيام باتصالات وتحركات مع بعض رموز الحزب والدوائر المحيطة به، من أجل الترتيب لعودة محتملة إلى حظيرة الحزب، سيما وأنها تربت فيه، وكانت جزءا لا يتجزأ من حقبة مهمة من تاريخه وماضيه الجديد (ما بعد حقبة الثمانينيات من القرن المنقضي).. لكن في المقابل، ما تزال بعض الإطارات المعنية بهذه "المصالحة"، تبحث عن صيغة أكثر جدوى ونجاعة، للدخول في "مفاوضات" مع القيادة الجديدة للحركة، وذلك بغاية التوصل إلى نتائج مثمرة لهذه المفاوضات، تستفيد منها الحركة، بدلا من أن تكون مثل بعض المفاوضات التي حصلت في أحزاب أخرى وكانت كارثية عليها، فيما تفكر بعض الكوادر على سبيل المثال لا الحصر في توجيه رسالة تعرب من خلالها عن نواياها في الانضمام إلى المسار الجديد الذي يشهده الحزب في أعقاب مؤتمره الأخير.. وعلى الرغم من عدم توفر تصريحات علنية من القيادة الجديدة للحزب بشأن هذه المسألة، إلا أن أوساطا عديدة صلب المكتب السياسي، بينها الأمين العام، السيد أحمد إبراهيم، أعربت عن "استعدادها للحوار مع الجميع من دون أي تحفظ"، على اعتبار أن من بين أهداف القيادة الجديدة، تحقيق انفتاح حقيقي على مختلف الأطراف مهما كانت مواقعها ومواقفها السابقة، على قاعدة الحوار والبحث عن صيغ في إطار مؤسسات الحزب وإطاراته وكوادره.. ويرى مراقبون، أن هذه الروح الجديدة التي تسود بين "فرقاء الأمس" داخل حركة التجديد، تمهد في الواقع لتطورات إيجابية، ربما انتهت إلى صيغة توفيقية تستعيد بواسطتها هذه الأطراف، مواقعها الحزبية صلب حركة مرشحة لمسار جديد في المشهد السياسي ككل.. فهل تكون "المصالحة" في حركة التجديد، أحد الملفات البارزة في المرحلة المقبلة، أم يضغط "الحرس القديم" باتجاه إفشالها مثلما تم إفشال مبادرات سابقة صلب أحزاب أخرى عديدة؟