مجلس وطني الأحد لتعديل «أوتار» الطريق الجديد تونس : الصباح: علمت "الصباح" من مصادر مطلعة بحركة التجديد، أن بعض القيادات القديمة للحزب، أعربت عن نيتها المساهمة في المسار الجديد الذي اختارته الحركة في أعقاب مؤتمرها التوحيدي المنعقد في جويلية المنقضي.. وعبر السيد محمد الخلايفي في هذا السياق، في رسالة بعث بها إلى قيادة الحركة في الآونة الأخيرة، وتلقت "الصباح" نسخة منها، عن استعداده "للمساهمة في المسار الجديد، وإثرائه استنادا على القناعات المشتركة التي تربطني بهذه الحركة منذ تأسيسها وقبلها"، على حدّ تعبيره.. وسجل الخلايفي، العضو السابق بمجلس النواب، ارتياحه لما تمخض عنه مؤتمر الحركة من مواقف وقرارات، وقيام قيادة جديدة تتبنى فكرة بناء حركة يسارية متعددة ومنفتحة.. وشدد القيادي السابق في الحركة، على أهمية "المراهنة على التعدد والانفتاح، باعتباره السبيل الأمثل لبروز حركة نقدية تقدمية واسعة ومؤثرة، تقوم بدورها المسؤول في تحريك المشهد السياسي بالبلاد في اتجاه إيجابي وسليم"، كما جاء في نص الرسالة.. وعبر محمد الخلايفي، عن أمله في أن ينفتح الحوار بينه وبين المسؤولين عن الحركة "حتى نتوصل إلى الصيغ الملائمة التي تسمح بتجسيد هذه الرغبة التي أعتقد أنها مشتركة"، حسب قوله.. وكان الخلايفي ومجموعة كبيرة من قفصة والحمامات، وهما من أكبر المناطق التي يوجد فيها تجديديون، اعتبروا "خارج صفوف التنظيم"، بعد خلافات وتناقضات مع القيادة السابقة للحركة، وبخاصة أمينها العام السابق، وذلك على خلفية تباينات حول مسار الحركة ومواقفها وتمشيها السياسي.. وعلى خلاف ما يردده البعض، فإن هذه المجموعات لم تقدم أية وثيقة للإعلان عن انسحابها من الحركة، بل إنها حرصت على أن تبقى صلب التنظيم على الرغم من خلافاتها وتبايناتها مع قيادة الحركة، لكن هذه الأخيرة، أصدرت بيانا في تلك الفترة، وصفت فيه هذه المجموعة بكونها "وضعت نفسها خارج صفوف التنظيم"، فكان ذلك بمثابة إعلان القطيعة مع هذه المجموعات.. الجدير بالذكر، أن هذه القيادات (بعضها أعضاء في المكتب السياسي، والبعض الآخر في مستويات هيكلية لا تقل أهمية) شاركت في انتخابات عام 1999 ضمن قائمات مستقلة، ثم انخرطت في عام 2001 ضمن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، قبل أن تغادر هذا الحزب منذ نحو العامين، على إثر خلافات مع قيادة الوحدوي كانت "الصباح" نشرت تفاصيل عنها في إبانها.. مفاوضات منتظرة.. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن اتصالات تمت بين القيادة الجديدة لحركة التجديد، التي توصف ب "المنفتحة"، وبين السيد محمد الخلايفي، ومن غير المستبعد أن يلتقي الطرفان في غضون الأيام القليلة المقبلة، لبحث كيفية "العودة" إلى صفوف الحركة، سيما وأن مسار التجديد اتخذ منحى مختلفا عن القيادة القديمة، خصوصا من حيث أسلوب التعاطي مع الخلافات والتباينات صلب الحركة، في ضوء انفتاح أمينها العام السيد أحمد إبراهيم، واختياره الحوار منهجا في تعامله مع جميع الحساسيات الراغبة في الالتحاق بالحركة، بعيدا عن منطق الإقصاء أو الإبعاد.. وعلمت "الصباح" من جهة أخرى، أن مجموعات ورموز كثيرة، سواء التي انضمت للتجديد سابقا أو التي ما تزال خارج التنظيم، تستعد لطرح مبادرة جديدة للعودة أو الانضمام إلى الحركة، من خلال الدخول في مفاوضات مع القيادة الجديد للحركة خلال الفترة المقبلة.. وتأتي هذه التطورات، في سياق ما يمكن التعبير عنه ب "ديناميكية الانفتاح" على الكفاءات والطاقات اليسارية والتقدمية، ومحاولة بناء حركة تقدمية يسارية قوية، كان المؤتمر التوحيدي للحركة قد أعلن عنه ضمن أجندته للمرحلة المقبلة.. مجلس وطني جديد على صعيد آخر، يلتئم يوم غد (الأحد)، المجلس الوطني لحركة التجديد، للنظر في جملة من المسائل بينها الوضع السياسي العام بالبلاد، والأنشطة القادمة للحزب في أفق السنة السياسية الجديدة، وملف "الطريق الجديد" الجريدة الناطقة بلسان الحركة، والتي من المتوقع أن يعلن عن تطويرها بشكل مختلف عن المرحلة السابقة، إلى جانب تحويلها إلى صحيفة أسبوعية بعد أن كانت لفترة طويلة صحيفة (أو مجلة) شهرية.. ويعدّ هذا المجلس الوطني، الثاني من نوعه بعد المؤتمر التوحيدي للحركة، وهو مؤشر على انتظام اجتماعات قيادة الحركة واحترامها المواعيد التنظيمية المقررة..