تونس - الصباح: تعود المنظومة التربوية بداية من السنة الدراسية القادمة الى العمل بالية التقييم القديمة والمتمثلة اساسا في العودة الى اعتماد دفاتر الاعداد التي تشمل المعدل العام والمعدل في كل مادة والرتبة. وكان السيد حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين اعلن هذا الاجراء في اللقاء الاعلامي الذي عقده بمناسبة انطلاق السنة الدراسية الحالية هذه الالية التقييمية القدمية التي تنص اساسا على اعتماد دفاتر الاعداد ستعيد نظام الرتب والمعدلات في كل المواد بالاضافة الى المعدل العام والرتبة ويجمع اغلب العاملين في الحقل التربوي وكذلك الاولياء على ان هذه الالية تشرع لتقييم فعلي اكثر عمقا وشمولية من الدفتر الحالي. ويعتبر بعض الاولياء ان العودة الى دفتر الاعداد في صبغته القديمة من شانه ان يساهم في معرفة المستوى الحقيقي للتلميذ ليتمكنوا من خلاله من التوقف على نقاط القوة والضعف لابنائهم وذلك عبر نظامه التفصيلي الذي يحدد المعدل والرتبة في كل مادة. وفي هذا السياق تؤكد السيدة آمنة 42 سنة ان دفتر الاعداد في صبغته القديمة يشرع لتقييم فعلي للتلميذ باعتبار ان الاولياء يستطيعون من خلاله ان يدركوا المستويات الفعلية لابنائهم وذلك عبر نظام الرتب والمعدلات التي تبقى وحدها كفيلة بابراز مدى تميز التلميذ. الملاحظات وحدها لا تكفي يعتبر بعض الأولياء ان دفتر الاعداد التقييمي الحالي يفتقر الى الشفافية باعتباره لا يعطي صورة شاملة عن مستوى التلميذ الفعلي، حيث لا يستطيع الاولياء من خلاله ان يقيموا مستوى ابنائهم مقارنة باترابهم وهو ما يعكس صبغة من عدم الوضوح يترجمها حضور الملاحظات العامة التي لا تكتفي وحدها لتحديد مستوى التلميذ الفعلي. وفي هذا الصدد تشير السيدة ليلى (38 سنة) ان الدفتر الحالي تطغى عليه منظومة العلامات التي تجعله يفتقر الى الوضوح والدقة معتبرة ان العلامات والملاحظات ليست كافية لتقديم تقييم جيد للتلميذ وبالتالي فهي لا تساهم في ابراز قدراته الفعلية.وفي هذا الصدد يشير السيد حسن المناعي مدير مدرسة خاصة انه لابد من الاقرار بان نظام المعدلات يساهم في تحديد مدى امتياز التلميذ مقارنة برفاقه. ويعتبر السيد حسن المناعي ان دفاتر الاعداد في صبغتها القديمة تمكن من ابراز قدرات التلميذ الفعلية لتكون بذلك المعدلات والرتب في هذه الالية التقييمية اكثر دلالة ووضوحا كما تساهم في تقييم فعلي وجاد للتلميذ. ويضيف السيد حسن المناعي ان دفاتر الاعداد في صبغتها القديمة تمكن من ابراز نقاط الضعف والقوة لكل تلميذ في مختلف المواد وبالتالي تكون الشهائد المتحصل عليها اكثر دلالة. لقراءة سليمة عن أسباب التخلي عن نظام الدرجات التقييمية التي تبنتها منظومة الكفايات الأساسية والعودة الى دفتر الاعداد بداية من السنة الدراسية المقبلة يشير السيد عبد العزيز الجربي مدير البرامج بوزارة التربية والتكوين ان ملف المتابعة والتقييم الحالي لا يؤدي دوره على الوجه المطلوب لذا كان لابد من مراجعة هذه الوثيقة واعادة محتواها بشكل يجعلها قابلة للدراسة والاستثمار بشكل أفضل. ويبين السيد عبد العزيز الجربي ان ملف التقييم والمتابعة المعتمد حاليا في المدارس الابتدائية وظيفته الأساسية الكشف عن نتائج التلاميذ في كل ثلاثية ويتضمن هذا الكشف تفاصيل تتعلق بمختلف المواد الى جانب النتائج المتحصل عليها.ويشير السيد عبد العزيز الجربي ان المقصد الأساسي من هذا الملف هو اعلام الولي بمستوى ابنه الفعلي ولكن تم تغييب هذا المقصد حيث ان الولي لا يدرك تماما مواطن ضعف ابنه حتى يتمكن من تفاديها. ويؤكد السيد عبد العزيز الجربي انه حتى يؤدي الدفتر وظيفته على الوجه الاكمل يجب ان يتوفر فيه الوضوح والقابلية لضمان قراءة سليمة من طرف الولي حيث تبين ان العديد من الأولياء والمعلمين تتعذر عليهم عملية قراءة الدفتر لذا كان لابد من تيسير هذه القراءة ولابد من التفكير في حل جذري يضمن الوضوح وذلك عبر التخلي عن الصبغة الحالية للتقييم والتشريع لالية الدفترالمدرسي بداية من السنة الدراسية المقبلة. مزيد من الوضوح ويشير السيد عبد العزيز الجربي في هذا الصدد ان هذه الالية تضمن مزيدا من الوضوح على مستوى تقييم التلاميذ حيث في كل مادة يختبر فيها التلميذ سيسند له عدد موضحا ان اللغة العربية على سبيل المثال تتضمن فروعا عدة كالقراءة واللغة والانتاج الكتابي التي سيتحصل التلميذ على عدد في كل فرع منها ثم ان مجموع الاعداد يؤدي الى معدل في كل مادة التي تخضع بدورها الى نظام الرتب ووفقا لذلك سيتم تخفيف ملف التقييم الحالي واعادة هيكلة محتواه بشكل تكون هذه الهيكلة اكثر مقروئية ويسرا على المدرس اولا والولي خاصة.على صعيد اخر يشير السيد عبد العزيز الجربي الى امكانية ادراج الضوارب لبعض المواد في مستويات معينة باعتبار ان هنالك موادا دورها اساسي في تكوين التلميذ مقارنة بمواد أخرى.