الأزمة الصامتة بين تركيا وإسرائيل في أعقاب استبعاد الجانب التركي للمشاركة الإسرائيلية في مناورات جوية دولية تؤشر لحلقات أخرى في مسلسل انفراط التحالف الاستراتيجي بين أنقرة وتل أبيب وهو التحالف الذي ظل قائما رغم اختلاف الحكومات التركية في توجهاتها السياسية والإيديولوجية. وعندما يتم الإعلان عن مناورات ثانية بين تركيا وسوريا تتضح الصورة أكثر ليبدو امتعاض الحكومة التركية من السياسة الإسرائيلية أكثر جلاء في سياق سلسلة من مواقف أنقرة المعارضة بشدة للحرب على غزة وانسحاب رئيس الوزراء أردوغان من منتدى دافوس على خلفية مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي بيريز. فتركيا الآن بصدد لعب دور محوري جديد إذ بعد أن كانت أحد الحصون الأطلسية في فترة الحرب الباردة وبعد مد وجزر بخصوص إحياء تركيا الكبرى لتصبح ذات دور إقليمي متعدد الجوانب منه ما يتعلق بتحجيم تنامي النفوذ الإيراني وتعزيز محور الاعتدال في العالم العربي وخصوصا في المشرق بما من شأنه أن يعزز وزنها إلى أن يحين وقت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي . بالتأكيد تعيش تركيا فترة ذهبية في تاريخها الحديث لكونها أصبحت طرفا رئيسيا وفاعلا في الشرق الأوسط والخليج ومنطقة القوقاز بعد أن ضمنت استقرارا سياسيا داخليا كما تسعى لطي صفحات من الماضي لتكون البداية بمصالحة مع أرمينيا في خطوة جريئة ستحسب لأردوغان.