تونس - الصباح: تستعد كوبا نهاية الشهر الحالي وتحديدا في الثامن والعشرين من اكتوبر الجاري للتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة برفع الحصارالاقتصادي والمالي المفروض على هذا البلد منذ ستينات القرن الماضي. وفي هذا الاطار كان للسفير الكوبي بتونس غابريال تيال كابوتي لقاء مع ممثلي الصحف الوطنية والاجنبية استعرض خلاله تداعيات الحصار الامريكي على كوبا مشيرا الى ان تكاليف الحصار المباشر قدرت حتى العام الماضي ب96 مليار دولار. واشار السفير الكوبي الى ان القرار الكوبي يحظى بشبه اجماع دولي حيث صوت خلال الدورة الاخيرة لصالح القرار 185 بلدا بمعارضة ثلاث دول وهي امريكا واسرائيل وجزيرة نائية في المحيط الهندي. وقد اعرب السفير الكوبي عن امله ان تتغير مواقف الادارة الامريكية الراهنة ولكنه استدرك قائلا "حتى الآن لم يخفف ولم يتغير شيئ فالامريكيون يقولون انهم ينتظرون خطوة من كوبا ولكن كوبا لم تعتد على امريكا بل ان ما يحدث هو العكس..." واشار في هذا الشان الى ان كوبا لها علاقات مع مختلف دول امريكا اللاتينية وان بلاده تعول على صوت تونس المؤيد لرفع الحصار عليها كما تعول على تاييد دول الاتحاد الاوروبي التي سبق واعلنت رفضها لاستمرار الحصار على كوبا. وقال السفير الكوبي "ان الامريكيين لا يفعلون شيئا للاستجابة لرغبة المجموعة الدولية " واشار السفير الكوبي الى انه ومنذ وصول الرئيس اوباما الى سدة الحكم في البيت الابيض لم يلمس الكوبيون تغييرا ميدانيا يذكر وان ما اطلقه اوباما خلال حملته الانتخابية لم يجد طريقه الى التفعيل واشار الى ان وسائل الاعلام تتحدث عن ليونة في الموقف الامريكي ازاء كوبا ولكن الامر ليس كذلك. وقال السفير الكوبي ان الامريكيين يتحدثون عن حظر ولكن كوبا تتحدث عن حصار مبينا ان الحظر يكون ثنائيا اما الحصار وهو حال كوبا فهو يشمل عديد الدول ووصف ما تتعرض له كوبا منذ 1962 بانه يرقى الى درجة الابادة الجماعية مضيفا ان الحصار يتعارض مع القانون الدولي .و قال ان بلاده لا تحصل على قروض او مساعدات من البنك العالمي ولا من صندوق النقد الدولي وان كوبا استفادت من الطاقة البشرية ومن سواعد ابنائها لمواجهة تحديات الحصار موضحا ان الامر لم يكن سهلا واستوجب الكثير من التضحيات... وقال ان واشنطن كشفت حديثا ولاول مرة عن وثائق سرية اظهرت ان الامريكيين كانوا يخططون لفرض الحصار منذ 1960. وقال كابوتي ان امريكا هي البلد الوحيد في العالم الذي يفرض العقوبات على الدول الاخرى واشار الى ان رفع الحصار على بلاده يستوجب موافقة الكونغرس... وقال ان الرئيس بيل كلينتون حرص على تشديد العقوبات على كوبا خلال ولايتيه الرئاسيتين ثم بات الان وبعد مغادرته السلطة يدعو الى رفعه واشار الى ان مشروع الرئيس السابق جورج يوش ذهب الى ابعد من ذلك وبدا بالبحث عن شخصية امريكية وليس كوبية لبناء كوبا بعد اسقاط الثورة... ووصف الحصار على كوبا بانه الاطول والاكثر ظلما في التاريخ وان الشعب الكوبي عانى الكثير على مدى العقود الخمسة الماضية وحرم حتى من فرص الحصول على قطع الغيار او حتى من توفر رصيد بنكي بالدولار ليكشف ان هذا السبب يمنع بلاده من الحصول على اموال فيدرالية المصارعة التي فازت بها منذ ثلاث سنوات. وقال رغم التهديدات الامريكية استطاعت كوبا ان تحيا وان تحقق الكثير من التقدم واشار ان ما يجري هو الترويج لدفع العالم للاعتقاد بتغيير في المواقف ولكنه لم يصل بعد الى مرحلة التطبيق. وقال ان الاجراءات التي اعلن عنها في واشنطن في افريل الماضي لم تدخل حيز التنفيذ الا منتصف الشهر الماضي وهي تنحصر في السماح للكوبيين في امريكا بالسفر الى بلدهم الاصلي مرة كل ثلاث سنوات اما قيمة الاموال التي يسمح لهم بارسالها الى عائلاتهم فهي لا تتجاوز 350دولارا كل ثلاثة اشهر وعدا ذلك فان الامريكيين لا يمكنهم زيارة كوبا الا عن طريق بلد ثالث. واشار الى ان الحصار يشمل كل القطاعات ويفرض عقوبات على الافراد والشركات التي تتعامل مع كوبا او تسعى للاستثمار في هذا البلد وقال ان بلاده تجمع ثروة هائلة من النيكل وان اليابان يستورد كمية هامة منها ولكن امريكا تمنع اقتناء كل انواع الحواسيب التي تستعمل النيكل الكوبي تماما كما هو الحال بالنسبة لقطاع النقل الجوي والبحري وغيره من القطاعات الحيوية الاخرى ...