٭ تونس «الشروق»: تغطية وحوار: عبد الرؤوف بالي عقد سفير الجمهورية الكوبية ببلادنا السيد غبريال تيال كابوتي مساء أمس الأول ندوة صحفية لتقديم التقرير الكوبي حول القرار 64/6 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي برفع الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية على بلاده منذ ما يقارب 50 عاما. واعتبر السفير انه وبالرغم من الاجماع الدولي على ضرورة رفع الحصار الأمريكي على هافانا خاصة بعد أن صوتت الجمعية العامة في أكتوبر الماضي بأغلبية 187 صوتا لصالح القرار الرافض لاستمرار العقوبات الأمريكية مقابل معارضة كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبالاو فقط واحتفاظ كل من ميكرونيزيا وجزر الشمال بأصواتهما، إلا أن الحصار ظل كما هو. محاربة «الارهاب»؟! وأشار السيد كابوتي إلى أن بلاده حققت بالرغم من ظروف الحصار انجازات عدة في مختلف الميادين، لكن ذلك لم يمنع الأثر الكبير للعقوبات الأمريكية على الاقتصاد الكوبي، معتبرا أنها تمثل العائق الأكبر أمام التنمية في بلاده. كما أكد السفير الكوبي أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تضع قوانين ضد دولة أخرى، وهو ما يؤكده القرار الذي صوتت لصالحه الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة ال18 على التوالي والذي حث أمريكا على إلغاء مثل هذه القوانين «في أسرع وقت ممكن». وفي اتجاه آخر أشار السفير إلى أن وضع بلاده على القائمة الأمريكية للدول الداعمة للارهاب ما هو إلا تعلّة لاستمرار الحصار، مؤكدا أن كوبا كانت دائما ضحية الارهاب، وخاصة «ارهاب الدولة الذي تمارسه أمريكا علينا». وأضح غابريال كابوتي ان أمريكا لم تغير شيئا من العقوبات كما طالبها المجتمع الدولي، بل انها أصبحت تتعقب المبادلات التجارية بين كوبا وباقي الدول وسلطت عقوبات على الشركات التي تتعامل مع هافانا. وأشار كابوتي إلى أن الحصار جعل كوبا معزولة عن العالم وهي لا تستطيع توفير سبل الحياة لشعبها من دواء أو غذاء وغيرها من الضروريات، كما تجد بلاده نفسها مجبرة على استيراد تلك المواد بأضعاف أضعاف أثمانها وهو ما زاد الوضع الاقتصادي سوءا على سوء. أسئلة «الشروق» ٭ قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في سبتمبر 2009 إن أوباما سيرفع الحصار عن كوبا، فماذا تقولون اليوم؟ بالفعل قلنا عند انتخاب أوباما انه رجل ذكي ويحمل نوايا طيبة لكن أمريكا ليست أوباما فقط وهذا هو الواقع. الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد تغيير سياساتها تجاه كوبا وهي أيضا لا تحترم قرارات الأممالمتحدة كسابقاتها. قيل في البداية ان أوباما سيرفع الحصار لكن ما فعله هو انه أتاح للكوبيين المقيمين في الولاياتالمتحدة امكانية القدوم إلى كوبا، لكن منذ وصوله إلى الحكم، تعزز الحصار وأصبح معمولا به حتى خارج الحدود الكوبية مثلما حدث مع الشركات التي حاولت مساعدة كوبا. الحصار أصبح عبارة عن محرقة يراد منها قتل الشعب الكوبي بأكمله جوعا ومرضا لكن ذلك لن يحدث. أيضا في الولاياتالمتحدة نجد أن هناك نوابا في الكونغرس منتخبون ليمثلوا الأمريكيين وليعبروا عن مشاغلهم لكنهم يكرسون أنفسهم فقط للعمل ضد كوبا والسعي إلى قلب النظام فيها.. وهذه هي أمريكا فحتى إذا كان أوباما محبا للسلام سيصطدم بهؤلاء. الحصار يجب أن يرفع يوما ما لكننا من هنا نشكر كل الحكومات التي دافعت عن كوبا وتبنت قضيتها في الأممالمتحدة، ونشكر الحكومة التونسية التي كانت دائما ضد هذا الحصار الجائر. ٭ أليس هناك ما يستطيع أوباما فعله إذا كان بالفعل رجل سلام؟ أوباما ليس الوحيد الفاعل في أمريكا بل هو لا يستطيع فعل شيء هو إنسان نزيه لكنه مكبل وكان بإمكانه على الأقل أن يصدر قرارا بالعفو عن الكوبيين الخمسة الذين حوكموا ظلما في الولاياتالمتحدة أو على الأقل السماح لأهلهم وزوجاتهم بزيارتهم. ٭ هل تفكرون في الذهاب إلى مجلس الأمن من أجل رفع الحصار؟ أعضاء مجلس الأمن هم أعضاء في الجمعية العامة وهم على اطلاع بالموضوع لا شيء سيتغير حتى في تلك الخطوة فهناك شيء اسمه حق النقض. ٭ وماذا عن محكمة العدل الدولية؟ المحكمة قراراتها ليست في حل من السياسة، وهي لن تقدم على قول كلمة حق في قضيتنا تتهم من خلالها أمريكا، كما أن للمحكمة تاريخا يمكن أن نعتبر منه. فمثلا ماذا كان مصير إدانة المحكمة للجدار العنصري الذي بنته إسرائيل لمحاصرة الفلسطينيين.