تونس الصباح يواجه اليوم قطاع وكالات الأسفار ومنظمو الرحلات في جل البلدان عبر العالم، جملة من التحديات ساهمت الأزمات الأخيرة التي عاشها القطاع السياحي جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية وأنفلونزا «AH1N1» في بروزها.. وإن لم تتم الاشارة بشكل مباشر الى هذا الواقع الذي يمر به القطاع خلال المؤتمر السنوي للجامعة الفرنسية لوكالات الأسفار «SNAV» الذي احتضنته أول أمس مدينة توزر، إلا أن الاشارات الضمنية التي وردت في المداخلات، تؤكد حساسية قطاع وكالات الأسفار كغيره من القطاعات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالسياحة وتأثره المستمر بالتغيرات والظروف العالمية... تضمنت مداخلة السيد ريشار سوبياي رئيس المؤتمر الثالث للجامعة الفرنسية لوكالات الأسفار الاشارة الى تداعيات الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية على وكالات الأسفار وعلى المهن ذات العلاقة بقطاع الرحلات والسفر... وعرج في السياق ذاته على التغيرات التي أفرزتها الأزمات وبرزت ملامحها في تغير ميولات المسافر وعاداته في الحجز واختيار الوجهة لقضاء عطلته أين أصبح الحجز عبر الأنترنات وسيلته في ذلك، أكثر من ذي قبل. مواكبة التغيرات خلال اشرافه على افتتاح فعاليات مؤتمر وكالات الأسفار الفرنسية، عرج السيد خليل لعجيمي على موضوع التغيرات التي أفرزتها الأزمات العالمية وأثرت على الملامح العامة للسياحة على مستوى العادات الاستهلاكية وتوزيع الطلب السياحي، الى جانب التوجه أكثر نحو الحجز المتأخر، أي قبل موعد السفر بوقت وجيز، مع ما أصبحت توفره وسائل الاتصال الحديثة من فرص لاختيار عروض العطل عبر الواب في وقت وجيز... ومن شأن هذه المتغيرات أن تقلص بشكل كبير في المعاملات الكلاسيكية في المجال السياحي على مستوى الحجز والعلاقة المباشرة مع وكالة الأسفار ومع شركة الطيران ومع بقية الأطراف المتدخلة في منظومة السياحة والسفر. هذا الانذار بحجم التغيرات والتحولات التي يعرفها وسيعرفها مستقبلا القطاع السياحي، ومن خلفه بقية القطاعات ذات العلاقة، يؤكد ضرورة العمل على مواكبة هذه المستجدات والتأقلم معها وتطوير طرق العمل والتعامل مع السائح والمسافر اليوم.. دراسة استشرافية يحيل ما أسلف ذكره الى الاشارة الى أن قطاع وكالات الأسفار في تونس مدعو اليوم وأكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهه وأثرت على نشاط البعض وهددت البعض بالتوقف على النشاط، الى العمل على تطوير القطاع وسبل عمله والانخراط أكثر في مجال التكنولوجيات الحديثة. ولعل المطلوب هو الاسراع في انجاز الدراسة الاستراتيجية حول واقع وآفاق قطاع وكالات الأسفار في تونس، التي تمت برمجتها سابقا، لأن الظرف يقتضي ذلك.