تونس - الصّباح:أشار السيد نبيل الشتاوي الرئيس المدير العام للخطوط التونسية يوم أمس خلال فعاليات الجلسة العامة للجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى أن الناقلة الوطنية بدأت تتأثر بانعكاسات الأزمات العالمية لاسيما الأزمة الأخيرة المتصلة بأنفلونزا الخنازير «...بدأ الإحساس بالتطور السلبي لمبيعاتنا جراء أزمة أنفلونزا الخنازير...». وأضاف الشتاوي في السياق ذاته «...بكل أسف، سجلنا لدى أغلب الوكالات تراجعا في مبيعات الخطوط التونسية... وتفاقم ذلك خاصة خلال شهر أفريل الفارط...» وبين الرئيس المدير العام للخطوط التونسية أن تراجع المبيعات سجل خاصة لدى وكالات الأسفار التي شرعت في تنفيذ نظام النموذج الاقتصادي الجديد الخاص بالغاء العمولة على تذاكر سفر النقل الجوي وتعويضها بمصاريف ملف أو فوترة الخدمات Décommissionnement))، الذي أثار في وقت سابق - أي قبل التزام الناقلة الوطنية بتطبيقه - جدل كبيرا بين هذه الأخيرة ووكالات الأسفار، وهو يلوح الآن على ما يبدو بإثارة جدلا آخر بعد الشروع في تطبيقه.ودعا الرئيس المدير العام للخطوط التونسية كافة وكالات الأسفار التونسية إلى الالتفاف حول الناقلة الوطنية كتوجه استراتيجي يخدم مصلحة مستقبل وكالات الأسفار قبل مصلحة الشركة مشيرا بهذا الصدد إلى التحديات المستقبلية التي ستواجه وكالات الأسفار خلال الشروع في تطبيق نظام السموات المفتوحة المنتظر بداية من السنة المقبلة، وما سينجر عنه من دخول قوي لشركات الطيران ذات التعريفة المنخفضة Low cost)) التي لا تعتمد في نظام عملها على الحجز عن طريق الوكالات وإنما مباشرة عن طريق الأنترنات. وذكر السيد نبيل الشتاوي أن شركة الخطوط التونسية تتوقع تراجعا في المداخيل خلال السنة الحالية بنسبة 12% وتراجعا في حركة المسافرين في حدود 5,6%. إقبال السياح يرتبط التراجع المتوقع في حركة المسافرين بما سجل من تراجع في اقبال السياح الأوروبيين على الوجهة السياحية التونسية وهو ما أكده السيد خليل لعجيمي وزير السياحة خلال حضوره أمس افتتاح الجلسة العامة الانتخابية لجامعة وكالات الأسفار، مبينا أن آخر الاحصائيات المتعلقة بالمؤشرات السياحية إلى حدود 20 ماي الجاري، تفيد بتراجع السياح الأوروبيين مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة وحدد هذا التراجع بحوالي 60 ألف سائح. في المقابل ذكر وزير السياحة أن توافد السياح من ليبيا والجزائر عدل الكفة، مما جعل نتائج نسب توافد السواح على الوجهة التونسية بشكل عام، لم يتراجع مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. كما أن هذا الاستقرار في توافد السياح سجل في المقابل، زيادة في المداخيل في حدود 3% وفقا لآخر الاحصائيات المسجلة إلى غاية 20 ماي الجاري. وحول موسم الذروة، أشار الوزير إلى أن التوقعات التي تحملها إلى حد الآن حجوزات تبشر بموسم مرضي. وكالات الأسفار من جهة أخرى وفي خضم البحث في تداعيات الأزمات العالمية تضمنت أيضا كلمة السيد الطاهر السايحي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، الإشارة إلى التحديات والتعقيدات التي تفرضها الأزمات العالمية الأخيرة على قطاع وكالات الأسفار باعتباره جزء من بقية مكونات السياحة التونسية، وبين رئيس جامعة وكالات الأسفار أنه رغم المجهودات والاجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات الأزمات، مع ذلك يبقى من الضروري مواصلة اليقظة والحذر مع اللجوء الى تنفيذ المزيد من الحملات الدعائية والبرامج الاشهارية القوية في الأسواق السياحية ومواصلة العمل مع متعهدي وكالات الأسفار الأجنبية لشد انتباه السائح لاختيار تونس لقضاء عطلته مع الاهتمام أيضا بالسوق السياحية الداخلية وأسواق البلدان المجاورة بالمزيد من الرعاية والتفهم والتنظيم.وأشار السيد الطاهر السايحي أنه بالنظر الى عدم امكانية التعرف بكل دقة على تصرفات المستهلك وما ستفرزه الأزمة المالية العالمية من جهة والأزمة الصحية لأنفلونزا الخنازير من جهة أخرى، «نأمل أن تشمل القرارات والاجراءات لمجابهة هذه الأزمات، القطاع السياحي حتى يتسنى لنا المحافظة على مواطن الشغل...». وعرج رئيس جامعة الأسفار على بعض المشاغل التي تواجه الوكالات من بينها ظاهرة المنافسة غير الشريفة لشركات الخدمات والتاكسي السياحي والمتطفلين والدخلاء، والمطلب الملح اليوم لتأهيل وكالات الأسفار نحو تعصير أدوات العمل وتهيئة الأعوان ورسكلتهم لمواجهة تحرير قطاع الخدمات والمنافسة.. هذه بعض المشاغل والتحديات التي تنتظر عمل المكتب الجديد للجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة.