تونس الصباح مثلما تنتشر ظاهرة «التقليد» في الماركات العالمية للملابس والأحذية والعطور والمعدات الكهرومنزلية والإلكترونية... إلخ. تمسّ اليوم ظاهرة التقليد، أو كما يطلق عليها بالمفهوم الدارج «الكونترفاسون» أيضًا مجال الأدوية. ومثلما برع الصينيون في تقليد أكثر من منتوج وغزوا العالم بهذه المنتوجات غير الأصلية، برعوا كذلك على ما يبدو في اقتحام قطاع تصنيع السكر. وإذا كان تقليد المواد الأخرى على غرار الملابس والمعدات المنزلية واللعب وغيرها من المنتوجات.. لا يخلو بدوره من مضار صحية تنجم عن نوعية المواد المستعملة في عملية التصنيع، إلا أن الانعكاسات الصحية السلبية لتقليد الأدوية تعد أكثر حدة و«كارثية» على صحة الفرد. تنتشر اليوم، بشهادة العديد من المختصين في مجال صناعة الأدوية، ظاهرة الأدوية المقلدة في العديد من الدول حتى تلك المتقدمة والرائدة في المجال الطبي والصحي على غرار فرنسا، فماذا عن تونس وهل هي محميّة من هذه الظاهرة؟ تم التطرق يوم أمس إلى موضوع الأدوية المقلدة على هامش الندوة الصحفية التي عقدها مخبر «Pfizer» للإعلان عن مشروع توأمة بينه وبين شركة أخرى لتصنيع الأدوية (wyeth) إلى جانب تقديم لمحة عن مشاريعه المستقبلية لا سيما في مجال البحث وتطوير الأدوية. وذكر السيد حاتم حشيشة المدير العام ل«Pfizer» في تونس وليبيا، معلقًا على ظاهرة الأدوية المقلدة، أن تونس تعد إلى حد الآن من الدول المحمية من هذه الظاهرة مقارنة ببقية الدول ومقارنة أيضًا بدول الجوار على غرار ليبيا والجزائر والمغرب. ويضيف السيد حاتم حشيشة، على سبيل المثال، أن 80% من دواء «الفياقرا» الموزع اليوم في ليبيا مقلد وغير أصلي. صرامة المراقبة في تونس من جهتنا، بيّنت الدكتورة آمال قداس (مديرة جهوية بPfizer)، أن المراقبة الصارمة التي تفرضها تونس على منظومة توريد الأدوية وتوزيعها، تجعلها محمية من انتشار ظاهرة الأدوية المقلدة. كما تؤكد أنه لا توجد أدوية مقلدة في الصيدليات في تونس، وإن تسجل بعض الحالات النادرة، فهي تقتصر ربما على المناطق الحدودية لا سيما أن ظاهرة الأدوية المقلدة توجد في دول الجوار. وتقول الدكتورة آمال قداس أن ظاهرة الأدوية المقلدة تنتشر حتى في فرنسا وفي العديد من الدول الأخرى واعتبرت الظاهرة نوعًا من النشاط غير القانوني الذي شبهته بعمل عصابات المخدرات، نظرًا لانعكاساته الخطيرة على صحة الفرد. و«هي ظاهرة يجب مقاومتها والتصدي لها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وبقية الأطراف المتدخلة في المنظومة الصحية...». تجدر الإشارة إلى أن المقصود بالأدوية المقلدة وغير الأصلية، لا يمت بصلة إلى الأدوية الجنيسة، فهذه الأخيرة تعد أدوية مطابقة لمكونات الدواء الأصلي ولا تشكل خطرًا على الصحة، خلافًا للأدوية «المقلدة» حيث تكون المواد المستعملة في عملية التصنيع خطيرة على صحة الفرد إذا ما تم تناول ذلك الدواء المقلد، ونشير مثلاً إلى أن بعض مصنعي الفياقرا المقلدة، وللحصول على اللون الأزرق، يستعملون طلاء أو دهن البنايات!؟