تونس الصباح كشف خبراء في السلامة المرورية أن عدم احترام مواصفات العلامات والاشارات والتجهيزات المرورية وكيفية تركيزها، أو إهمالها وعدم صيانتها وتبسيط مضمونها لمستعملي الطريق له عواقب وخيمة قد تتسبب في حوادث مرورية قاتلة. كان ذلك خلال ملتقى وطني نظمته يوم أمس بالعاصمة وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بالتعاون مع عدة أطراف وطنية وأجنبية ذات صلة حول "الاشارات المرورية وتجهيزات الطرقات: الجودة في خدمة السلامة". وكان السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية قد بين لدى افتتاحه الملتقى أن الوزارة متفتحة على جميع المتدخلين من مهنيين وقطاع خاص، ومكونات المجتمع المدني للارتقاء بجودة العلامات وتجهيزات السلامة المرورية. كاشفا عن وجود خطة جديدة ستساعد على تدارك النقائص المسجلة في العلامات المرورية بجميع أصنافها. كراس شروط وقال أن السنة الجارية شهدت إدراج تحسينات على العلامات العمودية منها اعتماد كراس شروط فنية نموذجية تأخذ بعين الاعتبار الناحية الجمالية والصلابة مع ضمان جودة العلامة وديمومتها واعتماد قواعد موحدة في ما يتعلق بالكتابات والرموز والاشكال والقياسات. مشيرا إلى أن الوزارة تسعى من خلال ذلك إلى توحيد الرموز والنوعية والخاصيات الفنية المتعلقة بالعلامات العمودية المركزة على الطرقات ومزيد العناية بالاشارات الافقية مع العمل على إرساء نظام مصادقة يتم اعتماده مستقبلا مع كافة المصنعين من شأنه تحسين جودة العلامات وضمان ديمومتها ونجاعتها. وذكر أنه تم ضبط برنامج سنوي لتهيئة بعض المفترقات وتحسين الرؤية في بعض الاماكن وإنجاز بعض التحسينات لمسار الطرقات، في إطار معالجة النقاط السوداء والزرقاء وتأمين السلامة المرورية لمستعملي الطريق وضمان استمرارية حركة المرور. كما تتم متابعة الاماكن التي تتركز فيها الحوادث على الطرقات التي يتم حصرها من قبل المرصد الوطني للمرور، وإعطائها الاولوية المطلقة. دعم السلامة المرورية وكشف أن من أبرز تدخلات الوزارة في مجال دعم السلامة المرورية الارتقاء بعرض 60 بالمائة من شبكة الطرقات إلى ما فوق 7 أمتار معظمها مدرج ضمن المخطط 11 للتنمية. فضلا عن تعبيد 40 بالمائة من الطرقات بالخرسانة الاسفلتية، وتحسين مسارات عدد من الطرقات الوطنية والجهوية من أجل توفير أفضل رؤية ممكنة للطريق ومحيطه. علاوة على تهيئة مفترقات عديدة داخل وخارج مواطن العمران وتجهيزها بالانارة العمومية، وتدعيم شبكة العلامات العمودية والافقية، والتنوير العمومي في أكثر النقاط التي تستدعي ذلك على غرار المنعرجات ومداخل المدن وبعض الاجزاء من الطرقات السيارة، وتعميم الممرات الخاصة بالمترجلين على شبكة الطرقات السريعة خصوصا المتواجدة بمناطق العمران. وأوضح مالوش أن الاعتمادات المخصصة للصيانة والتعهد ارتفعت عشر مرات تقريبا خلال الفترة من سنة 1987، إلى سنة 2009. علما أن هذه الزيادات تأخذ بعين الاعتبار الاعتمادات المخصصة للتغليف السطحي للطرقات والاعتمادات الخاصة بعلامات الطريق التي تضاعفت 13 مرة خلال نفس الفترة. وأشار إلى أن زيادة اعتمادات الصيانة مكن من إنجاز برنامج تحسين السلامة على الطرقات شمل التغليف السطحي (تحريش سطح المعبد وتحسين عامل احتكاكه وزيادة التحام عجلة العربة والمعبد للتقليص من عملية الانزلاق). لشبكة الطرقات المعبدة التي يبلغ طولها حوالي 14560 كلم، وشبكة المسالك الريفية المعبدة. إضافة إلى ردم الحواشي الذي تطور من 380 كلم سنة 1987 إلى 912 كلم سنة 2009. احترام كراس شروط الحضائر وأبرز الوزير أن الوزارة تتولى مراقبة وضع العلامات الوقتية للحضائر التي تنجز من قبل المقاولين أو بالطريقة المباشرة بتنفيذ ما ورد بكراس الشروط حسب القواعد المعمول بها والمصادق عليها من قبل وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية. من ذلك أن المقاولات ملزمة قبل انطلاق الاشغال بتقديم أمثلة للاشارات الوقتية الخاصة بالمشروع إضافة إلى مثال مرور، مشيرا إلى أن المقاولين يجدون صعوبة للمحافظة على تلك العلامات التي تتعرض غالبا إلى الاتلاف على غرار أغطية البالوعات وتجهيزات الانارة العمومية، وهي من الظواهر التي يجب التصدي لها بكل صرامة وحزم. وقد شهد الملتقى الذي يستمر حتى اليوم تقديم عدة مداخلات ذات علاقة بدور العلامات والاشارات المرورية في السلامة المرورية، ومواصفات العلامات المرورية وخصائصها الفنية، والمبادئ المتبعة في وضع العلامة المرورية. كما قدم خبراء أجانب وممثلين عن مؤسسات دولية تنشط في مجال صنع وانتاج التجهيزات والعلامات والاشارات المرورية مداخلات تتعلق أساسا بتطور مواصفات تلك العلامات، وتطبيقاتها خاصة على المستوى الاوروبي.. عدم احترام المقاييس الفنية أكد الخبير الهندسي محمد سلمان في تصريح ل"الصباح" أن نسبة وقوع حادث مرور ترتفع إذا لم يفهم مستعملو الطريق العلامة المرورية أو مضمونها، أو بسبب وقوعها في مكان غير مدروس، ولم يتم فيها احترام المقاييس الفنية اللازمة.. ورغم أنه أشار إلى أن معظم العلامات المرورية في تونس مطابقة للمقاييس، إلا أنه أكد مع ذلك وجوب القيام بمجهود إضافي، في هذا المجال خاصة عند المفترقات، والمنعرجات التي تعتبر من النقاط الحرجة، والخطيرة. وبين محدثنا الذي قدم مداخلة تتعلق بدور العلامات المرورية في السلامة المرورية ، أن العلامات المرورية يجب ان تلبي شروطا وعناصر عديدة منها الرؤية الواضحة في كل الاوقات، ومكتوبة بطريقة لا تربك السائق.