تونس الصباح أوشكت المفاوضات الاجتماعية في دورتها السابعة في قطاع المؤسسات والمنشآت العمومية على الانتهاء. وقد علمت "الصباح" في هذا الاتجاه أن قسم المؤسسات والمنشآت العمومية بالمركزية النقابية يستعد لتنظيم ثلاث ندوات إقليمية تُتوّج بندوة وطنية لتقييم هذه الجولة. وباستثناء بعض المؤسسات والمنشآت التي تعد على الاصابع لم تتفق بعد على صيغة نهائية لمفاوضات الزيادة في الاجور فيها على غرار ديوان قيس الاراضي وديوان التجارة، ومركز الاعلامية بوزارة المالية..فإن نسبة المؤسسات التي تم فيها تحقيق اتفاقيات نهائية للزيادة في الاجور فاقت ال98 بالمائة. وكان آخر اتفاق في الزيادة في الاجور تم أول أمس وشمل أعوان ديوان المياه المعدنية، ومن المرجح أن تشهد الفترة القليلة المقبلة حصول انفراج في جل المؤسسات التي لم تتوصل بعد لاتفاق نهائي للزيادة في الاجور. خاصة بالشركة التونسية العقارية للبلاد التونسية "السنيت". غلبة منطق الحوار على أن اللافت في الامر، أن ما ميز المفاوضات الاجتماعية بالمؤسسات والمنشآت العمومية في دورتها السابعة رغم ما تطلبته من زمن طويل وتعدد جلسات التفاوض، هو غلبة منطق الحوار الاجتماعي فيها، والتشاور المتواصل، مع الحرص على الاخذ بعين الاعتبار للخصوصيات الاقتصادية التي تميز قطاع أو مؤسسة دون أخرى، من قبل الاطراف التي شاركت في دولة المفاوضات سواء منها الطرف النقابي، أو الطرف الاداري. مكاسب للشغالين والاهم من كل ذلك أن الاراء أجمعت على أن المفاوضات الاجتماعية بالمؤسسات العمومية حققت أهدافها، فقد غنم الشغالون والعمال دون شك مكاسب مادية عبر الرفع بنسب متفاوتة في المنح والاجور تراوحت في معظمها بين 3 و7 بالمائة، مع كسب منح جديدة في بعض المؤسسات، فضلا عن تحقيق عديد المكاسب في الجوانب الترتيبية. وهو ما من شانه أن يدعم القدرة الشرائية للعمال والاعوان، لكن أيضا حافزا لهم للانصراف إلى مزيد العمل والتفاني في خدمة المؤسسة، ودافعا لتحسين الانتاجية.. تقييم نتائج المفاوضات مصادر نقابية رفيعة المستوى أعربت ل"الصباح" عن رضائها عما آلت إليه نتائج المفاوضات الاجتماعية وما حققته من مكاسب للاجراء، لعل من أبرزها إدراج الاتفاقية الدولية 135 المتعلّقة بحماية المسؤول النقابي في جل القطاعات، وترسيم ما يفوق 3 آلاف متعاقد خلال هذه الجولة فقط. علما أن المفاوضات الاجتماعية في قطاع المؤسسات والمنشآت العمومية تهم 171 مؤسسة، تشغل أكثر من 200 ألف عون من عملة وإطارات. وينتظر أن يتم الكشف عن الاستعدادات المرتقبة داخل المركزية النقابية لجولة المفاوضات القادمة في دورتها الثامنة التي ستنطلق قبل نهاية سنة 2010.