يعتبر محللون عرب أن صعود نجم ساركوزي في فرنسا يرجع إلى أحداث الضواحي التي اجتاحت البلاد عام 2005, وما خلفته أعمال العنف تلك من أثر سلبي لدى المواطن ( الناخب ) الفرنسي , الذي تولَدت لديه نظرة توجس تجاه العرب والمسلمين , مما أدى بانتقاله من خط اليسار والوسط نحو اليمين واليمين المتطرف. كما ينظر هؤلاء إلى الساركوزية على أنها نهاية للديغولية التي ساندت القضايا العربية, وسعت إلى فرض فكرة تعدد الاقطاب على الساحة العالمية, وبالتالي وقفت ضد الولاياتالمتحدة في حربها في العراق, وتضامنت مع حقوق الشعب الفلسطيني! هذه التحليلات أثبتت للمرة الألف أن مواقف العرب تُبنى على أسس عاطفية لا علاقة لها بالواقع , ويُتهيأ لهؤلاء أن هناك دولا في القرن الواحد والعشرين ستُغير سياساتها الخارجية واستراتيجياتها الدولية , بمجرد انتخاب رئيس جديد! موقف الدولة الفرنسية من إسرائيل لم ولن يتغير , وهو في نفس خط دول الإتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على الشعب الفلسطيني , إثر فوز حماس في اتخابات ديموقراطية, ... طبعا حدث هذا تحت رئاسة شيراك الذي يوصف بصديق العرب ! كما تعتبر فرنسا الدولة أن أمن اسرائيل مسلَمة بديهية, وهي تتبنى فكرة قيام دولتين , تعيشان جنبا إلى جنب.( موقف اليمين واليسار) هذا مع العلم أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي النووي موَلته ودعمته فرنسا تحت حكم الفكرة الديغولية لا الساركوزية! فرنسا إضافة إلى ألمانيا عارضتا الحرب على العرب في العراق, انطلاقا من ميكيافيلية سياسية, فالدولتان تعملان المستحيل في الكواليس للحصول على عقود نفط, أو الظفر بمشاريع إعادة بناء العراق.....كل القصة أن الشركات الروسية والفرنسية والالمانية, التي تقاسمت كعكة العراق , استُبدلت بنظيراتها الأمريكية و البريطانية . فرنسا لم تعترف بجرائمها الإستعمارية في الجزائر , ...في عهد شيراك! فرنسا إذا تباهت بصداقتها للعرب , فإنها تبحث عن مناطق نفوذ في دول فرانكفونية حول حوض المتوسط وفي إفريقيا لبيع منتجاتها ودفن نفاياتها, وتأمين مصالحها الإستراتيجية, وهذا من حقها. فوز ساركوزي سيفتح فرنسا على العالم, وسيُقرب العالم من فرنسا, وبالخصوص سيُحرك المياه الراكدة في دول شمال إفريقيا.