تعيش تونس هذه الأيام على إيقاع أب الفنون المسرح، تظاهرة عريقة في شكلها متجدّدة في مضامينها اختارت «بلا حدود» شعارا لها. أيام قرطاج المسرحية تحتضن تجارب مختلفة ورؤى متباينة معرّفة بمسارح العالم مرشّحة روح المثاقفة والتواصل بين الحضارات، هذه الأيام لم تتغافل عن المسرح التونسي وأولته أهمية كبيرة من خلال عدد العروض المبرمجة والتي سيمتدّ عرضها من 11 إلى 22 نوفمبر الجاري. هذا المسرح التونسي استطاع أن يجد له مكانا مميّزا في الضوء وأن يجعل الأعناق العربية المهتمّة بشأن الفن الرابع تتابعه وتهتمّ به لذلك تجوّلنا لنستطلع آراء ضيوف المهرجان في المسرح التونسي وكانت هذه القراءات. رغداء مرديني (ناقدة وباحثة سورية): المسرح التونسي رائد على الدوام أحضر أيّام قرطاج المسرحية للمرّة الرابعة وقد أصبحت مدمنة على هذا العرس العربي والإفريقي والعالمي الهام وفي كل مرة آتي إلى تونس تغريني التجارب المسرحية التونسية وأرى فيها الجديد والمفيد وألاحظ تطوّر التجربة التونسية التي أقرّ بأنها من أهم التجارب المسرحية، إن المسرح التونسي رائد في نسج خيوط ثقافة وفكر مخصوصين في مجال الفن الرابع، وأنا حريصة على متابعة الانتاجات التونسية خاصة تلك التي يصنعها جيل مسرحي جديد. مجد القصص (مخرجة من الأردن): مسرحكم قياديّ... المسرح التونسي يتبوّأ المراتب الأولى، هو مسرح قيادي ورائد في العالم العربي وما حديثنا عن مائة سنة من المسرح في ربوعكم إلا عنصرا يؤسّس لقواعد المسرح العربي، ثم هناك حقيقة أخرى لا يمكن أن نتغافل عنها وتتمثّل في أن المسرح التونسي هو من أكثر المسارح إطلاقا إطلالا على التجارب الغربية التي يأخذ منها الكثير في مستوى الصياغة والرّؤى ولكن الأهم أن مسرحكم لا ينبتّ بل يظلّ دوما متجذّرا رغم التيّارات المسرحية العديدة التي تهزّ العالم العربي وأعتقد أن المسرح التونسي يساهم بشدّة في نماء المسرح العربي الذي يريد أن يبلغ مستوى ما حقّقتموه من إنجازات في هذا القطاع الإبداعي كما أن من خصوصيات المسرح التونسي إعطاء الفرصة إلى الشباب حتى يتمكّن من حمل المشعل، إذن هناك علاقة جدليّة بين الأجيال المسرحية المتعاقبة. خالد الخيش ( من سوريا): قواعد علميّة تحكم المسرح التونسي أنا بينكم للمرّة الأولى وقد تعرّفت على بعض التجارب المسرحية التونسية وقد لاحظت أنها قائمة على قواعد علميّة فالمسرح التونسي يؤمن بالبديهة والفطرة والموهبة لكنه لا يلغي في المقابل الجوانب المعرفية. إن قيمة الأعمال التونسية وحضورها العربي في جميع التظاهرات جعل المسرحيين يقبلون على المشاركة في تظاهرة أيام قرطاج المسرحية وهذا هام جدا إذ أن المسرح التونسي هو البوّابة التي ندخل منها إلى عمق الإنتاجات التونسية، إن المسرح التونسي الفاعل والمتطوّر حمّلنا العديد من المسؤوليات ومع كل ذلك فالمسرح التونسي موسوم بل ومؤسس على الحرفيّة وأقول لك إننا في سوريا وفي معاهدنا التي تدرّس المسرح فنحن نهتدي بضوابط المسرح التونسي، لأنه مسرح أكاديمي في جوانب عدّة منه يخاطب الفكر ويدفع بك إلى البحث والتأمّل. عماد محمد (مخرج عراقي): تظاهرة عالميّة بكلّ صراحة أقول إن أيّام قرطاج المسرحية تظاهرة عالميّة ومن هنا يستمدّ المسرح التونسي قيمته إذ أنه مسرح مشع نجده في كل المحافل، كما أن مسرحكم لا ينطق بلغة واحدة بل هو يترجم عن مدارس عدّة وينحو مناحي عديدة ولكم في تونس قامات مسرحية كبيرة ماضيا وحاضرا وأتمنّى أن يكون ذلك أيضا مستقبلا ولا أشكّ في ذلك بما أن المسرح عندكم ينبض حيويّة وحياة وما رفع شعار «مسرح بلا حدود» إلا دليل على فاعليّة المسرح التونسي وانفتاحه على المسارح الأخرى. جمع: نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: