انطلقت في قاعة الكوليزي في تونس العاصمة يوم 11 نوفمبر 2009 ، فعاليات الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية، بكلمة وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي، ومدير الدورة المخرج محمد إدريس، تحت شعار مسرح بلا حدود، بحضور محلي وعربي ودولي، بمناسبة مئوية المسرح التونسي، وتضمنت فعاليات هذه الدورة احتفاء خاصا بالشاعر محمود درويش، وبحضور عدة فرق وفعاليات تعكس الحراك المسرحي في إيران، تقدم فعالياتها لأول مرة ولئن كان حفل الافتتاح عاديا الا انه تضمن الكثير من الاخطاء بدءا بالدعوات التي ذهبت الى اصحابها بالواسطة؟ الدورة شارك فيها 13 بلدا عربيا هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر ولبنان وفلسطين وسورية والعراق والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، فضلا عن مشاركة فرق إيرانية. ومن الدول الأوروبية شاركت أربعة بلدان هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا، ومن افريقيا شاركت السنيغال وبوركينا فاسو والكامرون، أما الاختتام فسيكون يوم 22 نوفمبر في المسرح البلدي بعرض قصة حب في 12 أغنية للمغربي فوزي بن سعيد. مكرمون كرم المهرجان رواد المسرح من تونس في مئوية المسرح التونسي، ومن دول عربية أخرى، ومن الفنانين الذين تم تكريمهم المخرج المسرحي التونسي منصف السويسي والممثلتين ناجية الورغي وحليمة داود والممثل السوري أسعد فضة والمخرج الفلسطيني جورج إبراهيم. كما احتفت الدورة بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش من خلال أمسية شعرية تخليدا لذكراه. حالة مسرحية قدم السيد »بيار ديبوش« الباحث والمخرج المسرحي الفرنسي في الندوة الدولية "على أبواب المائوية الثانية للمسرح التونسي .. أي مستقبل للمسرح في العالم" التي نظمتها اللجنة الوطنية للاحتفال بمائوية المسرح التونسي يومي 16 و 17 نوفمبر الجارى في إطار الأنشطة الموازية للدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية، قدم قراءة فكرية »في الحالة المسرحية« من خلال ابراز الجوانب الجمالية في المسرح البريشتي (نسبة الى الالماني برتولد بريشت) والمتمثلة في تكامل مكونات المسرح المادية من ملابس وديكور وأضواء مع المضامين الفكرية المطروحة على خشبة المسرح. التمسرح وفي مداخلة حول »المسرح ما بعد الدرامي والمسرحة« للناقدة المسرحية »مارى الياس« من سوريا قدمها نيابة عنها الباحث المسرحي محمد المديوني طرحت مقاربة تاريخية لظهور مفهوم المسرحة او »التمسرح« انطلاقا من التعريف بالمسرح »ما بعد الدرامي« والتعرض الى الدراسات حول هذه المسالة وتنزيلها تنظيريا الى جانب تحديد علاقة الواقع بالمثاقفة وابراز مظاهر الحداثة في بعض تجارب المسرح العربي على غرار تجربة رجاء بن عمار من تونس وخلود الناصر من لبنان. تنازع أكد المخرج المسرحي ومدير دار الثقافة ابن رشيق حمادى المزى في محاضرة بعنوان »مدخل الى تشكل الحالة المسرحية« على ارتباط التنظير بالممارسة في الكتابة المسرحية باعتبار ان التفكير يغذي القرار والابداع يستفز التفكير موضحا ان المسرح قائم على مصطلح التنازع بين سلطة النص وسلطة الاخراج وسلطة التمثيل حضور ركحي الناقد المسرحي والأستاذ الجامعي عبد الحليم المسعودي ذكر ضمن مداخلته حول »تحقيق المسرحة بين الحاجة الداخلية والغواية الشكلانية« أن طبيعة المسرح قائمة بالأساس على الحضور الركحي الذي يسبق التصور الخيالي . وأضاف أن مفهوم المسرحة مزدوج الصفة والوظيفة وتغلب عليه ديناميكية التفكير المتواصل من داخل المسرح وخارجه بالاعتماد على الطرائق المتنوعة في الداخل والابتكار الجمالي في الخارج . أعلام المسرح بمناسبة الاحتفال بمائوية المسرح التونسي أقامت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث معرضا ضخما بقصر خير الدين بمدينة تونس العتيقة وأصدرت كتابا »كاتالوغ« باللغتين العربية والفرنسية وقد أشاد الوزير بالمنهجية التي تم اتباعها في اعداد المعرض الذى تضمن بالخصوص معطيات ومعلومات حول المبدعين الذين صنعوا ربيع المسرح في ربوعنا من مؤلفين ومترجمين ومخرجين وممثلين ومصممي مناظر وملابس. ويساهم هذا الكتاب في تعريف القارئ بأعلام المسرح التونسي من أمثال أحمد بوليمان ومحمد بورقيبة ومحمد الحبيب والبشير المتهني وخليفة السطنبولي وحمادى الجزيرى ومحمد عبد العزيز العقربي وحسن الزمرلي وعلي بن عياد وغيرهم كما يقدم معلومات عن الفرق المسرحية التونسية المحترفة والهاوية والجامعية. مدار قرطاج الخوف والارهاق النفسي والانانية وحب السيطرة .. ظواهر معقدة قدمها مسرح الشاعر للانتاج والتوزيع الفني تونس مساء يوم الاثنين بفضاء مدار قرطاج من خلال مسرحية »فالي بيك« نص واخراج عبد القادر بن سعيد ونور الدين العياري وذلك في إطار الدورة الرابعة عشرة لايام قرطاج المسرحية. المسرحية تستخدم أسلوب الحكاية لاستعادة أرواح شخصيات تعيش بين ممرات مكان مهجور وتروي أحداثا كانت قد عاشتها بحلوها ومرها .مكان مهجور لا يكشف عن بلد أو منطقة معينة زادته الإضاءة الخافتة والمقاطع الموسيقية الحزينة وتعبيرات الممثلين حزنا وألما خاصة وأن المسرحية تهدف الى ابراز مظاهر القهر والظلم التي قاست منها هذه الشخصيات في عالم يحكمه منطق القوة و السيطرة والخوف.