أكّدنا أيّما مرّة في هذا الركن بالذات أن هناك عديد الملفّات يتحتّم علينا فتحها إن نحن عقدنا العزم حقّا على تخليص رياضتنا من الشوائب التي ظلت عالقة بها على مدى عقود وعقود. صحيح أننا قمنا في الآونة الأخيرة بخطوات هامة وجريئة على درب الإصلاح والتحديث وإعادة الهيكلة والتأهيل ومن ذلك مثلا إصدار القانون الأساسي الجديد للجامعة التونسية لكرة القدم بعد تحيينه وصياغته بما يتماشى مع تشريعات الاتحاد الدولي لكرة القدم. كل هذا صحيح، ولكن هناك ملفات أخرى بالغة الأهمية مازالت قابعة في الرفوف تنتظر نفض الغبار عنها والخروج بها إلى النور قصد فتحها وعرضها للدرس والتمحيص. إنها فعلا ملفات عديدة وبعضها شائك، ولكن الخوف كل الخوف أن نعي باستمرار هذه الحقائق ونؤمن بحتمية التحرك، ولكننا نبقى دوما مكتوفي الأيدي وكأن هناك ما يكبّلنا ويمنعنا من المرور إلى تنفيذ ما ينبغي علينا فعله... وكأن هناك ما يدفعنا إلى تأجيل ما لا يجوز تأجيله، مع أن المسألة بسيطة جدا ولا تستدعي سوى التحرك لإنجاز أولى الخطوات اليوم وليس غدا فذاك هو الأهم طالما أن طريق الألف خطوة تبدأ بخطوة. لذا فإن صحّ العزم لدينا على التعجيل بفتح الملفات التي لا تحتمل الانتظار مثل ظاهرة العنف في الملاعب والتحكيم وتوفير الموارد المالية للأندية والعمل القاعدي وترشيد الانتدابات وما إلى ذلك من المسائل التي تعتبر من الأولويات، فيا حبذا وإلا فيا خيبة المسعى، حتى لا نقول أكثر. أليس كذلك؟