تونس الصباح نظرا لارتفاع عدد المسنين في تونس، وأمام تطور نسبة الفاقدين للسند منهم، فإن دور رعاية المسنين لم تعد تكفي لاستيعابهم.. الأمر الذي يدعو إلى الترفيع في عددها استجابة إلى طلبات المسنين الراغبين في الالتحاق بهذه الدور.. هذا ما طالب به ناشطون في الجمعيات المهتمة برعاية المسنين.. وما تمت الدعوة إليه مؤخرا خلال مداولات مجلس النواب لميزانية الدولة لسنة 2010.. كما تمت الإشارة خلال هذه المداولات إلى أن هناك عددا كبيرا من المسنين مسجلين في قائمة الانتظار، وأن الكثير منهم يتوقون إلى الالتحاق بدار مسنين لكنهم لا يجدون فيها بقاعا شاغرة. وللسؤال عن عدد المسجلين بقائمة الانتظار هذه، وهل هناك فعلا حاجة ملحة لبعث دور مسنين جديدة اتصلت »الصباح« بالدكتورة آمال جمعة المكلفة بمهمة بوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين والمهتمة بالمسنين.. كما تحدثت إلى السيد محمد العروسي الفهري رئيس جمعية رعاية المسنين بولاية تونس. وإجابة عن هذا السؤال، نفت الدكتورة آمال جمعة أن تكون هناك قائمة انتظار.. وفنّدت ما تمّ ذكره في مجلس النواب قائلة: »إن ما ذكره أحد النواب خلال مداولات مجلس النواب لا أساس له من الصحّة.. إذ تبلغ طاقة استيعاب مؤسسات رعاية المسنين 720 سريرا.. وهي موزّعة على 11 مركزا أما عدد النزلاء فيها فهو الآن في حدود 686 مسناّ ومسنّة وبالتالي فإن طاقة الاستيعاب كافية ولا يمكن أن تكون هناك بقاع شاغرة ولا نلبي طلبات المسنين في الالتحاق بالمراكز«. في المقابل قال السيد محمد العروسي الفهري: »إن عدد مراكز رعاية المسنين غير كاف ويجب إضافة مركز آخر أو مركزين اثنين للاستجابة إلى طلبات المسنين«. مركز جديد بتونس نظرا لأن هناك عددا كبيرا من المسنين الراغبين في الالتحاق بمركز رعاية المسنين بمنوبة ولكنهم لا يجدون بقاعا شاغرة فيه، دعا السيد محمد العروسي الفهري الناشط الجمعياتي إلى ضرورة فتح مركز جديد في إقليمتونس الكبرى. ومن جهتها لم تنف الدكتورة آمال جمعة أن جل المسنين يعبرون عن رغبتهم في الإقامة بمركز رعاية المسنين بمنوبة وقالت: »من سوء الحظ أن هذا المركز هو المركز الوحيد في كامل إقليمتونس الكبرى، وهو يحتوي على 120 سريرا فحسب.. ونظرا لمحدودية طاقة استيعابه فإنه يقع تخيير المسن بين بقية المراكز الموجودة في ولايات أخرى وذلك حسب عدد الشغورات الموجودة فيها، وعندما يحصل شغور في مركز منوبة تقع الاستجابة إلى رغبته«. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن بقيّة مؤسسات رعاية المسنين توجد بقرنبالية وسوسة وصفاقس ومنزل بورقيبة وباجة وجندوبة والكاف والقيروان والقصرين وقفصة.. وبين السيد محمد العروسي الفهري أن إيواء مسن في دار المسنين يجب أن يكون آخر حل لمعالجة مشاكل المسنين في تونس لأن أفضل الحلول على الإطلاق هي إبقاؤه في وسطه العائلي والاجتماعي مع تمكينه من المساعدات الضرورية، وهو ما تسعى جمعية رعاية المسنين إلى تأمينه إذ أنها تزور العديد من المسنين في منازلهم لتقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة.. وأضاف: »ويتم الالتجاء في الحالات القصوى أي عندما يكون المسن فاقدا للسند العائلي وليس له من يرعاه أو يهتم به أو ينفق عليه، إلى الإيداع بمركز المسنين«. دور العائلات.. والقطاع الخاص بالإضافة إلى دور الجمعيات فإن هناك إمكانية لكي تتكفل الأسر التونسية بمسن فاقد للسند العائلي مقابل حصولها على مبلغ قدره مائة دينار شهريا.. ولكن رغم هذا الحافز المادي فإنه لا يوجد إقبال كبير على التكفل بالمسنين وهو ما أكده رئيس جمعية رعاية المسنين بتونس وبين أن العائلات تفضل التكفل بالأطفال الصغار على المسنين نظرا لأن التكفل بمسن أصعب بكثير خاصة إذا كان المسن غير قادر على الحركة ويحتاج إلى من يقوم بتغيير حفّاظاته. ولئن يحرص الناشطون في الجمعيات المهتمة بالمسنين على ضمان رعاية المسن في وسط عائلي لضمان الدفء الذي يحتاجه وهو في خريف العمر فإنهم يرون أنه لا بد من تكثيف عدد دور المسنين الحكومية أو الخاصة.وعن سؤال حول مدى إقبال الخواص على تشييد مراكز رعاية المسنين أجابت السيدة آمال جمعة: »توجد الآن دار فقط وهي تقع بباردو وتعمل وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على مراقبتها. وقد اتصل عدد من المستثمرين ومنهم أجانب بالوزارة وعبروا عن رغبتهم في إقامة مشاريع خاصة تهتم بإيواء المسنين ورعايتهم وقد سحب البعض كراس الشروط المتعلق بإحداث وتسيير مؤسسات رعاية المسنين. وهم يتمتعون بامتيازات خاصة وتشجيعات موجودة في مجلة التشجيع على الاستثمارات«. وعن أسعار الإيواء بهذه الدور بينت محدثتنا أنها حرة وأن المسن هو الذي يتكفل بدفعها..