حملات ضد الباعة العشوائيين... ونقابة باعة النظارات تتحرك تونس الصباح المتجول في شوارع العاصمة وفي الاسواق الموازية والاسبوعية يلاحظ الانتشار الكبير لباعة متجولين وكذلك باعة قارين للنظارات الشمسية وايضا الطبية.. والغريب ان هذه النظارات تباع باسعار خيالية ومغرية تتراوح بين الدينارين والخمسة دنانير والاغرب ان الاقبال على هذه النوعية من النظارات اقبال شديد ومن مختلف فئات المجتمع رغم نوعيتها الرديئة والخطورة التي يمكن ان تسببها لمستعملها. الدكتور حمودة مزالي اخصائي طب وجراجة العيوم صرح ل«الصباح».. ان النظارات التي تباع على الرصيف وفي الاسواق الموازية خطورة صحية كبرى وخاصة على الاطفال وذكر بان الخطورة الاولى تتمثل في عدم خضوع الطفل خاصة والمستحق للنظارات بصفة عامة الى عملية تصتيح علمية وصحيحة للخلل او النقص في الرؤية وهو ما يخلق بدوره مخلفات وامراض اخرى تصيب العين من بينها ضعف النظر الذي لا يمكن تفاديه لاحقا باعتباران الخلل لم يكن نتيجة مرض يمكن معالجته وتداركه بل نتيجة عدم تصحيح النظر على اسس علمية. اما بالنسبة للكبار فان الخطأ في وضع النظارات الطبية او الشمسية حسب الدكتور حمودة مزالي يتمثل في حرمان مرتديها من كشف صحي كامل على العين بحيث ان كشف الطبيب لا يقتصر على قياس النظر بل يتعداه الى الكشف الكامل على العين من قياس حدة النظر الى قياس ضغط الدم والسكر وهو كشف صحي ووقائي في نفس الوقت. كشف صحي كامل على العين ويضيف الدكتور مزالي ان الكشف كذلك يشمل الكشف عن الشبكية واذا ثبت وجود اثار ضغط دم او سكر لدى المريض يتم ارساله الى طبيب غدد. وبخصوص النظارات الشمسية فقد اكد الدكتور حمودة مزالي ان النظارات الشمسية التي تباع في الاسواق الموازية والشعبية وعلى الرصيف بأبخس الاثمان تتسبب في امراض خطيرة تصيب العين. واضاف ان حدقة العين تتسع في الظل لتمكين الشخص من رؤية اوسع واكبر.. وعندما تتسع الحدقة تحت نظارات غير صحية تدخل اشعة الشمس المضرة للعين وهو ما يتسبب في ضعف الشبكية بطول المدة وهو مرض جديد يسمى dejeun essance moquilaire lié à l'age وهو مرض حسب محدثنا يصيب الكبار وكل من يستعمل بكثرة النظارات غير الصحية وغير الطبية. اضافة لذلك اشار الدكتور حمودة مزالي الى الخطورة التي يمكن ان تتسبب فيها النظارات المباعة في الاسواق الموازية والارصفة. من ذلك انها عندما تتكسر او تصاب بشيء ما فانها تتفتت وهوما يمكن ان يصيب العين بشظايا يمكن ان تذهب بها كليا على عكس النظارات الطبية وهي نظارات لا تتكسر incassable ومحمية. حملات مراقبة وتوعية وقد لاحظت «الصباح» وجود حملات مراقبة وحجز لهذه النظارات في الاسواق الموازية.. لكن هذه الحملات تعطي نتيجة نسبية نظرا لانتشار الباعة في كل الشوارع والارصفة والاسواق الشعبية. وقد تساءل مصدر من نقابة بائعي وتجار النظارات الشمسية والطبية عن عدم اهتمام المواطن بصحته وعدم ادراكه للخطورة التي تمثلها النظارات غير الطبية.. واضاف «على الاقل يشتري المواطن الاطار الذي يبقى غير ذي جودة ويرمي البلور المضر. وقال بان النظارات اليوم انخفض سعرها بشكل كبير في المحلات العادية والمختصة بعد انخفاض المعاليم الديوانية الخاصة بها.. والمطلوب من المواطن المحافظة على صحته اولا خاصة ان ثمن النظارات ليس بالثمن الباهظ والمرتفع باستثناء طبعا النظارات ذات الشهرة العالمية. وقال مصدرنا ان النقابة حريصة على توعية المواطن بسلبيات النظارات التي تباع على الارصفة وان هناك كراس شروط سيصدر قريبا وبالتجديد في بداية السنة القادمة سينتظم القطاع اكثر. بين الطين والبلاستيك واضاف بان هناك فرقا كبيرا بين نظارات صحية مصنوعة من الطين المصقول ونظارات غير صحية مصنوعة من البلاستيك وهناك فرق بين بلور عادي وبلور غير عادي. وقال بان البلور العادي يصنع من الطين الذي يصقل بواسطة آلات وحجارة خاصة اما البلور الاخر فهو عبارة عن بلاستيك مضر بالصحة ويمكن حتى ان يذوب بالشمس. واضاف بان السعر لا يجب ان يغري الحريف خاصة ان الامر يتعلق بصحته وبصحة ابنائه اضافة الى ان النظارات الطبية مؤمنة من قبل الصناديق الاجتماعية ومعاهدات التأمين الصحي. وبالتالي فان الحريف يسترجع امواله ويحافظ على صحته اذا ما اتبع المسالك العادية في علاج وتصحيح النظر.