تونس الصباح أينما تجولت في شوارع العاصمة تلحظ حضورهم على قارعة الطريق زادهم صندوق ورقي ومرآة يبيعون انواعا مختلفة من النظارات الشمسية هم يتفنون في ترصيفها وعرضها في احسن مظهر من اجل كسب رهان المنافسة الذي بدا على اشده لان اغلبيتهم يتواجدون بشكل مكثف على مستوى الانهج التي تشهد حركية كبيرة للمارة على غرار شارع باريس حيث لا تتجاوز المسافة الفاصلة بين بائع وآخر المترين. وتلاقي هذه البضاعة المقلدة استقطاب الناس الذين يجدون في اسعارها البخسة ملاذا لاتخاذها وسيلة للتوقي من اشعة الشمس الحارقة متجاهلين مضاعفاتها الجانبية على العين. «وفاء» مختصة في بيع النظارات الطبية تؤكد «بان المواطن يقبل على شراء النظارات الشمسية المقلدة بشكل مكثف رغم ان مصدر المواد التي صنعت بها مجهولة تقترب اكثر من مادة البلاستيك التي خضعت لعملية الرسكلة. ولا يستجيب بلور هذه النظارات للمقاييس المعمول بها عالميا باعتبارها غير واقية من اشعة الشمس البنفسجية بل يعتبر استعمالها مجازفة بصحة العين فحتى ان كانت اشعة الشمس لا تطاق فلا انصح باستعمال هذه النظارات التي تضاعف اختراق اشعة الشمس للعين» الاقبال يتجاوز الاخطار الصحية وتشهد هذه النظارات اقبالا كثيفا من قبل الشباب الذين يجدون في اسعارها الحل المناسب لمواكبة الموضة وآخر صيحاتها متجاهلين التأثيرات السلبية على العيون. «كوثر» لا يسمح السعر الباهظ للنظارات الشمسية الاصلية للشباب من شرائها لذلك فان الاغلبية الساحقة يضعون اعتبارا للسعر والموضة قبل سلامة العين حتى لا يظهروا امام اقرانهم عدم مواكبتهم للاناقة والموضة لتتخلى النظارات الشمسية تدريجيا عن دورها الوقائي لتضطلع بمهام اخرى تقترب اكثر من جذب اهتمام الناس او لغاية جمالية». يقع جلب النظارات الشمسية المقلدة من البلدان الآسيوية المعروفة بتدني مستوى جودة البضاعة التي تصنعها واخلالها بالمواصفات الصحية المعمول بها عالميا في كل المواد من البسة ومعدات كهربائية «الا ان عامل السعر الذي تطرحه هذه البلدان يمثل اغراء للشراء» حسب ما اكده ماهر. لكن المستغرب هنا ان يتم توريد هذه المواد المقلدة المدرجة باهتمامات المجال الصحي بالشكل الكبير وبهذه المواصفات الضعيفة التي تطرح مواد تصنيعها عدة تساؤلات. الدكتور «وسيم حميد» اخصائي في طب العيون يؤكد «ان النظارات الشمسية المقلدة تزيد من كمية تعرض العين للاشعة فوق البنفسجية لانها تتسبب في تمدد بؤبؤ العين هذا وتنتج عنها حروقا للعين وعدم وضوح في الرؤية بفعل الوان زجاج النظارات غير المتوازية». ويحذر الاطباء الافراد الذين تميل عيونهم الى الالوان الفاتحة من استعمال النظارات الشمسية المقلدة لانهم اكثر فئة تتأثر بأشعة الشمس وارتدائهم لهذه النظارات يضاعف اصابتهم بشكل ملحوظ يتطور من ذرف الدموع واحمرار العينين الى فقدان البصر بصفة مؤقتة. اهل القطاع ننتظر قرارا من وزارة الصحة «منتصر» مختص في بيع النظارات الطبية يرى في تدخل وزارة الصحة الحل الانسب للحد من ترويج هذه المواد التي تتسبب في الحاق الضرر بالمواطن لان الاقبال على هذه المواد مرتبط بوجود هؤلاء الباعة الذين يساهمون بشكل مباشر في نشر امراض نحن في غنى عنها». وقد راجت لدى «التوانسة» فكرة الاحتفاظ بهيكل النظارات المقلدة وتركيب زجاج طبي قصد تخفيض التكلفة الباهظة للنظارات الصحية لكن هذا التحايل على المتطلبات العائلية يحمل عدة آثار جانبية على بشرة الوجه من الالتهاب والحساسية المفرطة باعتبار ان مكونات الصنع تحتوي على مواد كيميائية خطيرة. هذا ويسجل اهل القطاع المنظم من اصحاب محلات بيع النظارات الطبية تضررهم من اقتحام التجارة الموازية لهذا القطاع الذي اصبح تحت التهديد في ظل غياب دور ملحوظ لهيئة تدافع عن اهل القطاع.