تونس: الصباح شرعت تونس بداية من الموسم السياحي الحالي، في تنفيذ خطة جديدة لتسويق المنتجات السياحية التونسية والترويج لها بشكل يستجيب لمتطلبات السوق العالمية.. وتهدف هذه الخطة، التي يتوقع الاستمرار فيها على امتداد السنوات العشر القادمة، إلى الرفع من مستوى إنفاق السائح القادم إلى تونس، في ضوء نتائج الدراسات التي أثبتت وجود ضعف في إنفاق السياح، عكسته بعض الإحصائيات التي أجريت في هذا المجال.. وأفادت بيانات إحصائية، أن تونس استقطبت سنة 2006، أكثر من ستة ملايين سائح، أنفقوا ما يناهز 6,02 مليار دولار، أي بمعدل إنفاق لا يتجاوز 323 دولارا للسائح الواحد، وهو المعدل الأقل بين دول شمال إفريقيا (مصر وليبيا والجزائر والمغرب).. وتعد الجماهيرية الليبية أكثر بلدان شمال إفريقيا من حيث إنفاق السياح، وذلك بمعدل ألف فاصل 46 دولارا لكل سائح، تليها مصر بنحو 831 دولارا، ثم المغرب بحوالي 790 دولارا... وكانت مصر تموقعت في العام 2005، في مقدمة بلدان شمال إفريقيا من حيث عدد السياح الوافدين عليها وحجم العائدات السياحية، حيث سجلت قبول أكثر من 8,24 ملايين سائح وعائدات مالية بلغت حوالي 6,85 مليار دولار... واستقبلت المغرب خلال نفس السنة من جهتها، نحو 5,84 ملايين سائح، أنفقوا حوالي 4,61 مليار دولار، فيما تعد ليبيا الوجهة الأقل اهتماما من قبل السياح على الرغم من ارتفاع معدل انفاق الوافدين عليها.. تنويع المنتوج التونسي.. وتعول الحكومة على خطتها الجديدة لتطوير المشهد السياحي، عبر استنباط أنماط جديدة من المنتجات السياحية وإعادة هيكلة المحطات السياحية الموجودة، إلى جانب دعم السياحة الثقافية والاستشفائية والترفيهية... وتقرر في هذا السياق، الشروع في تنمية سياحة الإقامة، عبر تشجيع السائح على اقتناء المسكن الفردي، بما سيمكن من جلب شرائح جديدة من السياح، وضمان تمديد مدة إقامتهم بتونس، وهو ما سوف يرفع من حجم المداخيل السياحية للحكومة... وكان المسؤولون على القطاع السياحي، قرروا في وقت سابق، أن تكون المرحلة القادمة مرحلة التعويل على منتجات سياحية جديدة، تتجاوز تلك الصورة النمطية التي ارتبطت خلال العقود الخمسة الماضية، بالجوانب الطبيعية التقليدية على غرار البحر والشمس والعوامل المناخية المتميزة التي يتصف بها الوضع التونسي... وتأتي ملاعب الغولف في مقدمة اهتمامات المعنيين بالسياحة بغاية تنويع المعروض السياحي المحلي، على اعتبار أن رياضة الغولف تستقطب أكثر من خمسين مليون سائح في العالم، بينهم نحو ستة ملايين سياح من أوروبا، وهو ما يفسر بداية إحداث ملاعب الغولف في الشمال والوسط والجنوب الشرقي للبلاد.. ويعدّ ممارسو رياضة الغولف، من أكثر السياح إنفاقاً، باعتبارهم ينتمون إلى فئات ثرية وميسورة لا تتردد في الإنفاق من دون تلك الحسابات التي يقوم بها السياح العاديون.. وتتوفر في تونس حالياً ثمانية ملاعب غولف موزعة بين المناطق السياحية الأكثر شهرة في البلاد، مثل تونس والحمامات وسوسة والمنستير وجربة وطبرقة.. ووضعت الدوائر السياحية خطة لإنشاء عدة ملاعب غولف في أفق السنوات القادمة، تزامنا مع المحطات السياحية التي تتجه النية لإحداثها.. ويعدّ قطاع السياحة، ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي بنحو 360 ألف فرصة عمل، كما تغطي السياحة قرابة 75 بالمائة من العجز التجاري لتونس، فضلا عن كونها أول مساهم في جلب العملة الأجنبية.