سيدي بوسعيد - الصباح تعد مدينة سيدي بوسعيد الوجهة السياحية الأولى في تونس فهي مزار جل السيّاح الأجانب الوافدينعلى تونس وكذلك الشأن بالنسبة إلى الزوار التونسيين.. وفي زيارة أجرتها "الصباح" إلى هذه الربوع الجميلة رفقة وفد من مدينة موناكو يرأسه السيد جورج مارسان رئيس بلدية موناكو تحدثنا إلى عدد من زوار مدينة سيدي بوسعيد.. فأجمعوا على أنهم مفتونون بجمال هذه البلدة الصغيرة ومعجبون بهدوئها الكبير وطابعها المعماري المميز وألوانها الدافئة.. وبينوا أن العائلة التونسية متواضعة الإمكانيات المادية يمكنها أن تتمتع بزيارة المدينة دون أن تنفق الكثير من المال.. فالمناظر الخلابة والحدائق الغناء التي تتمتع بها المنطقة وكذلك سوقها الذي يعرض منتوجات الصناعات التقليدية تمتع الزائر.. وفي حديث مع السيد محمد بالحاج رئيس بلدية سيدي بوسعيد أفادنا أن هذه المدينة التي تتمتع بموقع جغرافي متميز يطل على خليج تونس وبنمط معماري عربي إسلامي وبألوان فريدة وهي الأبيض والأزرق تعد قبلة السيّاح الأولى في تونس قبل جربة والحمامات وسوسة وغيرها من المدن السياحية.. وذكر أن جمال البلدة هو السبب الرئيسي الذي يجعل السيّاح يقبلون عليها وقد أضحت مزار جل السيّاح الذين يمرون من تونس.
وذكر محدثنا أن مدينة سيدي بوسعيد عرفت عبر التاريخ بكثرة المتصوفين ومحبي الموسيقى التراثية وهي ميزة تثير فضول السائح.. وبالإضافة إلى ذلك فإن دار البارون دي رلانجي قصر النجمة الزهراء تتحف السائح بما تتميز به من مخزونات تراثية.. فهي معلم هندسي فريد من نوعه في تونس ومفتوح للعموم ويحتضن بين الحين والآخر مهرجانات موسيقية تهدف إلى إحياء التراث الموسيقي التونسي القديم من مالوف وبعض الأنماط الموسيقية التي لها اتصال عضوي بالتراث التونسي الأصيل كما تحتوي الدار على متحف للآلات الموسيقية ومتحف للرسوم الهندسية للأسقف العربية الأندلسية.. منطقة محمية ذكر رئيس بلدية سيدي بوسعيد أن المدينة محمية من قبل اليونسكو وأن البلدية تحرص كل الحرص على المحافظة على الطابع المعماري المميز لها.وتعد المدينة على حد قول السيد محمد بالحاج محظوظة نظرا للدعم المادي الذي تحظى به حتى أن ميزانية بلديتها تتطور من سنة إلى أخرى. وعن سؤال يتعلق بإشكالية إرساء السيارات بيّن محدثنا أنه يوجد مأوى يتسع لنحو 500 سيارة وآخر لنحو 150 سيارة لكنهما غير كافيين أمام التزايد المطرد لعدد السياح كما أنه يستحيل إضافة مأوى جديد نظرا لأن شرط المحافظة على الطابع المعماري للبلدة يحول دون تغيير خارطتها وبالإضافة إلى ذلك بين محدثنا أن هناك حرص على المحافظة على نظافة البلدة حيث يتم رفع الفضلات أربع مرات يوميا نظرا للعدد الكبير للزوار.. كما تكثّفت على حد قوله العناية بالمناطق الخضراء والحدائق المزهرة على غرار منتزه سيدي بوسعيد وحديقة موناكو أو الحديقة المتوسطية التي تمسح 3500 متر مربع والتي تم إحداثها منذ ست سنوات في إطار علاقات التعاون بين سيدي بوسعيد وموناكو.. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الوفد الذي حل من مدينة موناكو بالحديقة المتوسطية مساء أمس الأول في زيارة إلى مدينة سيدي بوسعيد قد عبر عن استحسانه لما تحظى به تلك الحديقة من نظافة.. ويزور هذا الوفد تونس خلال الفترة الممتدة بين 3 و6 سبتمبر بدعوة من بلدية المرسى التي يرأسها السيد محمد كمال الصالحي.