قد يكون الكثير منكم لا يعرف شيئا عن هذا البلد الآسيوي «المجهول» رغم أن عدد سكانه يناهز 55 مليون نسمة.. ورغم أنه يقع بين عمالقة اقتصاديين على غرار الصين والهند وتايلندا وماليزيا. عام 1988 قامت الثورة في «بورما» واستأثر العسكر بالحكم حتى يومنا هذا. وفي انتخابات 1990 فاز حزب الكتلة الديمقراطية لكن الجيش تجاهل هذا الفوز وواصل حكم البلاد بقبضة من حديد. وبما أن أغلب السكّان يدينون بالديانة البوذية فإن رجال الدين البوذيين كانوا يساندون العسكر الذي يدعم بدوره الديانة البوذية وتخصص أغلب ساعات البث التلفزيوني في بورما لإبراز زيارات القادة العسكريين للمعابد المنتشرة في كافة أنحاء البلاد. ومقابل هذا «التدليل» المتبادل نجد أن ملايين من المسلمين والمسيحيين مضطهدون الى درجة أنهم لا يستطيعون استعمال أسمائهم العربية أو الغربية واستبدالها بأسماء بوذية. هذا البلد الأسيوي ظل معزولا عن العالم طيلة 40 عاما.. يعيش الفقر المدقع والجهل.. شعبه لا يتنقل من مدينة الى أخرى الا بتصريح.. بعض أفراد هذا الشعب يأكل أوراق الشجر كي يتفادى الموت جوعا.. هذه الحالة لم تتغير منذ عقود فما الذي حصل اليوم كي يثور هذا الشعب على الطغمة العسكرية الحاكمة؟ لقد تغيرت أشياء كثيرة.. الشعب الذي كان يعرض عن السياسة أصبح اليوم في قلبها.. والمؤسسة العسكرية الحاكمة بدأت الخلافات تنخرها فضلا عن انقلابها على جهاز المخابرات واحتلاله وتدميره بعد أن كان يساعدها على حكم البلاد بالسياط والحديد. إضافة الى ذلك ارتكب الجيش خطأ فادحا عندما اعتقل عددا من رجال الدين البوذيين خلال الأحداث الأخيرة التي عقبت زيادة أسعار الوقود.. ومنذ مدّة كذلك بدأ اهتمام العالم بهذا البلد وتحريضه على الثورة خاصة بعد ظهور بوادر نفطية كبيرة.