مع انطلاق البطولة الوطنية لكرة القدم يتمنى14 فريقا أن تتحقق أحلامه إلا أن هذه الاحلام رهينة عطاء كبير ومردود منتظم لكامل الخطوط وتميز للهدافين. ففي الموسم الماضي كان مهاجم الترجي مايكل اينرامو الابرز بتصدره للطليعة بعد أن تراجع مردود أحمد العكايشي، وقد كان بالإمكان أن يتنازل عن عرشه إلا أن استفاقة مهاجم حمام الانف صابر خليفة كانت متأخرة.. والسؤال المطروح اليوم: من هو المهاجم الذي ستكون له الكلمة في الموسم الجديد هل سنرى نفس الاسماء أم أن انتفاضة البعض من المهاجمين ستغير العديد من المعطيات وهل يمكن ان يعود بنا هذا الموسم الى زمن المدافع الهداف؟ ولئن تربع المهاجم النيجيري مايكل اينيرامو على عرش هدافي البطولة لموسمين متتاليين فقد يواصل هذا الموسم بسط سيطرته الا أن الاصابات والتي انطلقت مبكرا لدى هذا اللاعب قد تفرض عليه منطقها بإزاحة لاعب آخر له من عرشه، ولكن بالعودة الى الاهداف التي سجلها اينيرامو نجد أن الكثير منها حدث عن طريق ضربات جزاء فهو من أكثر اللاعبين حذقا للتنفيذ وقد ساعدته طريقة اللعب التي يعتمدها مدربه والتي ترتكز بالأساس على الهجوم في بلوغ المنشود. أحمد العكايشي هو الآخر سجل العديد من الاهداف في الموسم الماضي منها خمسة اهداف كاملة في لقاءات فريقه النجم وأمل حمام سوسة وقد كانت انطلاقته جيدة توقع من خلالها العارفون بشؤون كرة القدم سيطرته على بطولة الهدافين وقيادة خط هجوم النجم بكل قوة نحو أهدافه الا أنه تراجع بشكل غريب وخاصة في الجولات الاخيرة فهل سيعود الى سالف عهده. المالي محمد تراوري من ابرز اللاعبين في الافريقي في الموسم الماضي وفي بداية هذا الموسم من خلال تسجيل في اللحظات الاخيرة (كلما تم اقحامه) والضرب بقوة في المباريات الودية (ثلاثية ضد جرجيس) ويرى أهل الاختصاص انه لم يتم اقحامه منذ البداية في لقاءات الموسم الماضي كما أن التعويل عليه في خطته الاصلية سيجعله من أفضل المهاجمين في بطولتنا لعدة مواسم. في حين يواصل زميله أمير العكروت الانحدار بشكل غريب ففي الوقت الذي انتظر فيه الكل انتفاضة وعودة قوية الى تسجيل الاهداف اكتفى بتقديم مردود عادي لم يمكنه من ملاحظة «متوسط» في حين كان عليه ان يضاعف العمل من أجل افتكاك مكان في المنتخب ويمكنه أن يفلح في ذلك لو ضاعف من عمله وانضبط خارج الملعب. صابر خليفة كان من ابرز اللاعبين في الجولات الاخيرة من عمر البطولة واكثر من ساهم في بقاء فريقه حمام الانف في الرابطة المحترفة الاولى وبعودته الى فريقه الأصلي الترجي الرياضي من جديد قد يصنع الحدث بالتفوق على كل المهاجمين ولكن هذا رهين قوة عزيمته وافتكاك مكان أساسي في فريق يزخر بعدد كبير من المهاجمين. اسماء أخرى قد يكون لها كلمتها في خط الهجوم هذا الموسم على غرار مروان تاج من الملعب التونسي وحمزة يونس وهيكل قمامدية وعناصر أخرى عديدة، ولئن تجد بعض الفرق الحلول لدى المدافعين اذ كم من مدافع صنع الفارق وكم من جناح أو متوسط ميدان أنقذ فريقه الا أن كل هذا لا يمكن أن يحجب الحقيقة المرة وهي أن المهاجمين المحليين في سبات عميق. الامر الذي يفسر عجز الاطار الفني للمنتخب في اختياراته اذ لا يوجد المهاجم القادر على ملء مكانه ولذلك بقي خط هجوم جماعة مارشان ومن سبقه بلا مخالب بسبب الفشل الذريع لعديد العناصر مع أنديتهم، فهل تكون بطولة هذا الموسم فرصة للانقاذ وانتفاضة المهاجمين المحليين إذ كفى بطولتنا شطحات بعض المهاجمين الاجانب..