تسوغ منزلا بصونين ويتجول بزي رسمي وبواسطة سيارة مكتراة مفتش عنها الأسبوعي - القسم القضائي: لا حديث هذه الأيام بمنطقة صونين الا عن حكاية المقدم (كولونيل) في الحرس الوطني الذي القي القبض عليه من قبل السلط الأمنية بعد أن تبين أنه مقدم مزيف وانه مجرد متحيل خطير مطلوب للعدالة ومفتش عنه من قبل عدة وحدات أمنية أبرزها الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني. هذه القضية تذكرنا بأطوار أخرى كنا انفردنا بنشرها في جانفي 2005 والمتعلقة بنجاح أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان في الاطاحة بالجنرال المزيف الذي ارتكب ما لا يقل عن 400 ملية تحيل جنى منها مئات الالاف من الدنانير غير أن «الكولونيل» في قضية الحال ولئن اقترف عدة عمليات تحيل فإنه لم يجن ما جناه «الجنرال». حجز سدارتين احداهما لعقيد في الجيش مطلوب في قرمبالية ودوار هيشر والعاصمة يسكن على وجه الكراء وكشفت المعطيات المتوفرة أن المشبوه فيه يبلغ عمره حوالي 44 سنة وسبق له أن عمل بالجيش الوطني في خطة وكيل وهو متزوج وقد انغمس منذ عدة سنوات على ما يبدو في عالم الانحراف اذ راح يتحيل على المواطنين وفي شهر جويلية الفارط حل رفقة عائلته بمنطقة صونين قرب رأس الجبل وتسوغ منزلا وقدم نفسه لعدد من المواطنين على انه مقدم (كولونيل) في الحرس الوطني وأبلغهم بأن له عدة علاقات مع أطراف فاعلة في مختلف الادارات والمؤسسات وأنه مستعد لمساعدتهم. وافاد بعض الاهالي أن «الكولونيل» المزيف كان يرتدي من حين لاخر زيا رسميا ويستقل سيارة مكتراة واضافوا أن علاقاته كانت جيدة مع الجميع ولم يثر ارتياب اي كان من حوله حتى ظهرت حقيقته. تحيل وسرقة.. اذ تسربت معلومة إلى أعوان الشرطة مفادها أن السيارة التي يستقلها ويستعملها في تنقلاته مسروقة فتعامل المحققون مع هذه المعلومة بترو ودهاء كبيرين وعاينوا عن بعد السيارة ورفعوا رقمها المنجمي وبعد التنسيق مع المصالح تبين أنها محل تفتيش من قبل شرطة المرور بقرمبالية منذ مدة لذلك أجروا تحريات اضافية ونسقوا مع بعض الجهات ونصبوا كمينا للمتهم بمنزل بورقيبة نجحوا اثره في القبض عليه وهو يستقل السيارة المسروقة. وباقتياده إلى المقر الأمني وعرض هويته على الحاسوب المركزي تبين انه مطلوب لعدة وحدات أمنية اهمها الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية من اجل التحيل وايضا للمحكمة الابتدائية بتونس من اجل التحيل وبالتحري معه لم يجد المظنون فيه من حل سوى الاعتراف باقترافه لسلسلة من سرقات التحيل وانتحال صفة والتظاهر باحتفاظه بعلاقات مع مسؤولين كبار لايهام ضحاياه بقدرته على تحقيق مبتغاهم وقد حجز الأعوان بمنزله سدارة (فبعة) لعقيد في الجيش الوطني واخرى لموظف في الحرس الوطني اضافة لمصباح انارة ذكر أن عون حرس استقل ذات يوم سيارته ونسيهما كما حجزوا حذاء تابعا للزي الرسمي افاد انه اقتناه من سوق العصر فيما لم يعثر الاعوان على الزي الرسمي الذي كان يرتديه للتمويه اذ ذكر أنه سلمه لصديق له بجهة سليانة. ومازالت التحريات الأمنية والقضائية متواصلة للكشف عن المزيد من التفاصيل عن العمليات والقضايا والمخالفات التي اقترفها «الكولونير» المزيف والتي يرجح أن يرتفع عددها مع تقدم التحقيقات