«اللي في الفلب في الفلب» جديدي الذي سيكون جريئا وحساسا نسبة العروض المسرحية في مهرجاناتنا لا تتجاوز ال%5 في أفضل الحالات أرنو إلى تقديم مسرحية شهريا في كل معهد ومستشفى وسجن يعتبر الفنان رؤوف بن يغلان صاحب تجربة مسرحية ثرية اذ أنّ الرجل لامس خطابات متنوعة واستشرف افاقا عديدة في دنيا الفن الرابع كما أن تشوفه للغات مسرحية خارج حدود الوطن أهله ليكوّن مشروعا فكريا خاصا به.. رؤوف بن يغلان لكل من يعرفه صريح وهذا الأمر جعله مرات عديدة يجد بعض الاشكاليات كما أنّ صدقه وجرأته في التعبير عن ارائه قد جعلا حضوره في الساحة الثقافية لا يتماشى مع حجمه الابداعي، كل هذه العوامل وغيرها حفزتنا للالتقاء بهذا المبدع لنكشف بعض خواطره المتعلقة بعالم الركح وباليات ما وراء الستار اضافة إلى اكتشاف ما قبل وما بعد الدقات الثلاث * رؤوف مم يشكو المسرح حسب رأيك؟ اول معضلة تنخر كيان هذا الفن الأصيل والنبيل تتمثل في غياب العدالة عنه، وأوضح لك القضية بأكثر دقة اننا نرى اليوم انعدام توازن في مجال العروض المسرحية المقدمة إلى الجمهور وأعني هنا أنّ بعض المناطق من الجمهورية تعرف حضورا مكثفا للأعمال المسرحية سواء كانت جديدة أو قديمة في ما ننسى مناطق اخرى اذ لا يكاد المسرح يدخلها * هل لك رجاء في هذا الشأن؟ دون شك كل ما ارجوه وأتمناه وأتشبث به هو الا تحتكر العاصمة وحدها التظاهرات الثقافية وبالتالي ضرورة خلق توازن ثقافي بين الجهات وهذا الأمر ليس عسيرا بل هو ممكن بفضل قليل من المنطق والعقلانية وكذلك التنظيم والتخطيط. * في كلامك شيء من المرارة والحزن؟ انا اتألم لواقع المسرح فهو الطفل الفقير في كل التظاهرات هذه حقيقة يجب أن نثبتها وألا ندرأها وأنا أتحدث هنا من باب الواعي بهذه الحقائق وأزيد فأقول إنني أتحدث من باب الاحتياج لا من باب الاحتجاج. * إذن أنت ترى أنّ المسرح لا يتنزل المنزلة التي يستحقها؟ بكل تأكيد إن المسرح ليس غائبا فمن يعتقد ذلك فهو يسقط في الخطأ أنّ المسرح مغيب اجل مغيب من طرف بعض النفوس التي تأبي أنّ يكون فاعلا في الساحة الثقافية * كيف تتمثل رؤوف هذا المشكل؟ أنّ بعضهم يدعي أنّ المسرح ليس له جمهور وهذا عين الكذب، أنّ الجمهور يحب المسرح ويعشقه لكن هذا الجمهور مضروب على يديه فماذا يعني الا تبرمج مهرجانات بحجمها الكبير والدولي عروضا للفن الرابع فلو احصيتم برمجة المهرجانات الصيفية ستجدون أنّ نسبة العروض المسرحية بها لا تتجاوز 5% هذا في احسن الحالات هذا اذا لم يقع بتره تماما من البرمجة، من يقول المسرح ليس له جمهور عاجز عن فهم الوضعية وتفسيرها * هل ترى الأمر بمثل هذه الخطورة؟ اجل.. نعم لأن المسرح هو الناطق الوحيد بالسؤال وآمال الناس وبآلامهم المسرح الحقيقي والصادق يجب أن يطرح لفيفا كبيرا من الاستفهامات وعليه أن يجد الاجابات المقنعة عليها. * هل يمكن أن تفسر اكثر هذه الفكرة لأنني أعتقد أن خلفها بنية فكرية وفنية كاملة؟ في كلمة أقول لك يجب أن نجعل من المسرح خطابا ابداعيا مفكرا ومتحركا ووظائفيا حتى لا يكون مطية لخطابات جوفاء وهذا الخطر الكبير نشهد حضوره في بعض الأعمال * كلامك فيه الكثير من التشاؤم هل يمكن ان نظفر بومضات امل؟ التفاؤل جائز، وموجود ولعل الاستشارة الوطنية حول المسرح التي أذن بها رئيس الجمهورية ستكون بمثابة النقلة النوعية في مجال الفن الرابع بشرط أنّ تتوفر تقارير مفصلة تعيد النظر في السياسة المسرحية ثم أن نفعّل هذه التقارير في الواقع وهذا الأهم * هل لك رؤوف طموحات آنية؟ أنّ طموحاتنا الصادقة واحدة انا أفكر في الجمهور هو رأس المال أريد أن يستفيد ليكون له وعي مسرحي، وعي ابداعي ووعي ثقافي.. * أعرف أن لك طموحات أخرى؟ هي تتلخص في أشياء واقعية وبسيطة ويمكن أن تتحقق دون عسر ارنو إلى تقديم مسرحية شهريا في كل معهد في كل مدرسة في كل حي جامعي في كل مستشفى ولما لا مسرحية في الشهر في السجون وقد قمت بهذه التجربة، الموسف والمحزن والمبكي أنّ مسرحية بالفصحى لا يقبل عليها اكثر من مائتي متفرج بعد خمسين سنة تعليم هذا عار كبير * أنت ترى أنّ الثقافة يجب أنّ تتجاوز اطرا معينة؟ بكل تأكيد أنّ للثقافة علاقة جدلية مع كل المؤسسات الصحية والاقتصادية وعلى هذه الهياكل تدعيم المسرح * من تتهم ايضا بالوقوف في وجه المسرح؟ التلفزة فانظر كم من دقيقة تفسح للغناء الفارغ وفي المقابل يبقى المسرح مهمشا، على كل التلفزات اعطاء قسط واسع من مساحات بثها للفن الرابع * وهل سيستقيم الحال بكل هذا؟ بقيت نقطة هامة وهي ضرورة تنظيم لقاءات مع الجمهور حول الثقافة حول المسرح لنحسسه أكثر ونحفزه لتدعيم الأطر الثقافية * هل من جديد في الأفق؟ انا بصدد اعداد عمل جديد باللهجة الدارجة سيكون جاهزا قريبا وعنوانه الوقتي «الي في الفلب في الفلب» يطرح موضوعا جريئا وحساسا سيكتشفه الجمهور قريبا.