رغم ان كرتنا دخلت زمن الاحتراف.. وأن ميزانيات أنديتنا تقدّر بالمليارات وان كرة القدم خاصة والرياضة عامة في بلادنا تسحر الملايين ورغم أن الجميع يطمح إدراك العالمية فإن كثيرا من المسيّرين والمسؤولين لم يدركوا بعد معنى تسيير جمعية رياضيّة أو هيكل رياضي.. نعم فالبعض يعتقد أن التربع على كرسي رئاسة فريق ومسك حقيبة في جامعة تشريف يتباهى به أمام أصدقائه في الحيّ وفي المقهى..!! لذلك تسبق كل جلسة عامة انتخابيّة حملات تنافسيّة حامية الوطيس.. ومعارك خفيّة.. وتسابق كبير من أجل الظفر بمنصب في النادي أو الرابطة او الجامعة.. وإذا كان هذا التنافس والانتخاب ظاهرة صحيّة باعتبار دلائلها الديمقراطيّة فإن ما يؤسف له أن الفائزين بمسؤوليات في الهياكل الرياضيّة يكتفون بعدئذ بالتسميات فقط دون الاضطلاع بأدوارهم فعليا على الميدان..!! ففي الأندية مثلا لا تجد بعد شهر من تشكيل الهيئة المديرة غير رئيس الفريق ورئيس فرع كرة القدم.. وفي الجامعة لا يجتمع الأعضاء إلا عند الضرورة القصوى او بمناسبة السّفر الى الخارج مع احدى المنتخبات.. فالرغبة في العمل.. وحبّ المهنة سرعان ما ينطفىء.. لتدفع الرياضة الثمن.. ولعلّ آخر الأمثلة التي يمكن الاستدلال بها في هذا السياق رفص مسؤول بارز في جامعة كرة القدم السّفر الى غانا رغم ان تذكرة السفر كانت جاهزة وكل الاجراءات اتخذت..! والخاسر في هذا هو المنتخب الذي بقي يجهل الظروف التي سيلعب فيها في مدينة تامالي..! فمتى يعلم مثل هؤلاء المسيرين ان المسؤولية تكليف وليست تشريفا.