... نهائيات أمم افريقيا بغانا 2008، قدّمت لنا درسا جديدا، مفاده أنّ الكرة الحديثة لم تعد شعارات ترفع أو تطمينات تقدّم، وإنّما هي عمل واصرار على النّجاح، صبر ومتابعة لأدق التفاصيل خاصّة وأنّ كرة افريقيا بلغت العالمية،. الأكيد أنّ مشاركتنا في أمم افريقيا بغانا تحتاج إلى التقييم العلمي حتّى نتمكّن من بدء صفحات جديدة مع النجاحات التي نريدها.. أليست الرياضة أداة تنمية!! 2 ... منتخب تونس لم يكن في أمم غانا 2008 من ضمن المرشّحين البارزين للفوز بالكأس، انطلاقا من ترشيحات فنيي الكنفدرالية ومدربي المنتخبات التي تواجدت في فعاليات الدورة، أمّا عن أسباب غياب الترشيحات فهي تعود أساسا لتصريحات روجي لومار قبل انطلاق الدورة ولأهل الجامعة أنفسهم الذين قالوا فيما قالوا أنّ بلوغ نصف النهائي انجاز يحسب لنا...!! 3 ما لا يعرفه الجمهور الرياضي أنّ في مباراة تونس والسينغال حضر أكثر من 7 آلاف مشجّع سينغاليا.. أمّا من تونس فانّ عدد أحبّائه لم يتجاوز 20 من التونسيين، فيما كان بقيّة من شجّعونا في تامالي امّا تعاونا أو حبّا فينا كتونسيين ولو أنّ هناك من دفع من ماله الخاص حتّى يكون معنا الغانيون في يوم امتحان السينغال خاصّة... (!!) وهنا نسأل اين ذهب من تعوّدوا السفر مع المنتخب؟ 4 ... دون دخول في تفاصيل كثيرة بما أنّ ما كل ما يعلم يقال، أسأل ألم تساهم جامعة الطاهر صيود عفوا جامعة الكرة في عزوف بعض الميسورين من الجمهور الرياضي على التحوّل إلى تامالي الغانية بما أنّنا من خلال اعلان النوايا والأهداف نكونوا جميعا ساهمنا في عزوف الكثيرين عن التحوّل إلى غانا أم أنّ قائمة صيود: راضية مرتاحة بتشجيعات من «سفّرتهم من الأحبّاء» وهذا ما تريده وكفى!! 5 ... ورقة أخرى خسرها منتخبنا الوطني في غانا وهي ورقة ضغط الجمهور، بما أنّنا شاهدنا في التلفزات العالمية التي لها حق بث مقابلات وكواليس الكان، صورا أخرى في غانا تشبه إلى حدّ ما ما كنّا شاهدناه في مونديال ألمانيا.. فيما غابت صور التونسيين ألم يقولوا عنّا سابقا أنّ صورة تونس في الخارج مهمّة فكيف لنا أن نفرّط في مثل هذه الفرص التاريخية ونحن نشاهد بأم أعيننا وفودا أنليزية وألمانية وفرنسية واسبانية هناك في غانا وقد كان ضمن عقد صفقات تعاون معهم ولكنّ...!! 6 ألم أقل لكم منذ سنوات ومن خلال هذه المساحة أنّ أهلنا في تونس يتكلّمون أكثر ممّا ينجزون، يتحدّثون أكثر ممّا ينفّذون، يعدّون ثمّ يذهب كلامهم في الرّيح، كنت أتمنّى لو نسّقت جامعة الكرة مع الكثير من الهياكل المسؤولة في تونس وهي التي لها علاقات خارجية لتدفع بأحبّاء المنتخب للتواجد بكثافة في تامالي.. ولكنّ ماذا لفاقد الشيء أن يفعل بما أنّ حدود رؤيتهم للأشياء لا تتجاوز «المتر»!! 7 ... ولأنّ كرة القدم بهجة الحياة في القارّة السّمراء بعيدا عن همومها فانّنا نتمنّى خالصين لو يساعد الطاهر صيود وقائمته كرتنا على تجاوز آلامها ونواقصها... وهذا هو مطلبنا الأساسي في قادم السنوات..