وفد ألماني بتونس.. وصفقات منتظرة مع عديد الشركاء تونس - الصباح: لم يعد مشكل الطاقة وندرتها وغلاء ثمنها حكرا على منطقة دون أخرى وعلى دولة دون غيرها، فالاشكال تعمم وأصبحت الطاقة تمثل مشكلة دولية ليست اقتصادية فحسب، بل اجتماعية وكذلك سياسية. ولهذا السبب، اتخذت عديد الدول لنفسها شراكات لتوفير الطاقة وخاصة لايجاد طاقات بديلة وطاقات متجددة. وقد دخلت تونس منذ سنوات في منظومة هذه الشراكات خاصة مع الدول الأوروبية لتوفير تقنيات انتاج الطاقات البديلة. وآخر هذه الشراكات ما تم توقيعه بين البلاد التونسية والدولة الألمانية في مجال تبادل الخبرات وتصدير التقنيات فيما يتعلق بالطاقات المتجددة وأهمها الطاقة الشمسية والطاقة «الفوتو فلتا ضوئية» وجاءت هذه الشراكة لاستغلال ما يتوفر لتونس من مناخ ملائم وأشعة شمسية هائلة يمكن استغلالها كامل أيام السنة وكذلك لما يتوفر لألمانيا من طاقة «فوتو فلتا ضوئية» حيث تحتل المرتبة الثانية عالميا في مجال هذه النوعية من الطاقة البديلة. وجاءت هذه الشراكة لتدعم التوجه التونسي منذ سنوات وخاصة بداية من سنة 2005 لتشجيع استعمال واستغلال الطاقة الشمسية لتسخين المياه في القطاعات السكنية والخدماتية في اطار برنامج «بروسول» والذي اسفر عن اقامة مالا يقل عن 43500 متر مربع من اللاقطات الشمسية لغاية شهر جويلية 2006 على أمل الوصول الى اقامة 500 ألف متر مربع من هذه اللاقطات في أفق سنة 2009 وهو ما يمكن من الاقتصاد السنوي في الطاقة الأولية ب35 ألف طن مكافئ نفط أي ما يوازي 525 ألف طن مكافئ نفط طيلة الحياة المفترضة للاقط الشمسي. كما أن خبرات الجانب الألماني ستمكن من انتاج الطاقة «الفوتو فلتا ضوئية»أي تحويل الاشعة الشمسية مباشرة الى كهرباء عبر لاقطات «فوتو فلتا ضوئية» دوت آلان أو ضجيج أو استهلاك للطاقة. ويمكن للكهرباء المنتجة عبر هذه الطريقة أن تخزن في بطاريات أو تحويلها عبر محول كهربائي لتتوزع على الشبكة الكهربائية. ونظرا للمكانة التي تتمتع بها الدولة الألمانية في هذا المجال، وضعت الغرفة التونسية - الألمانية للصناعة والتجارة تحت اشراف وزارة الاقتصاد والتشغيل الألمانية وبالتعاون مع وكالة التحكم في الطاقة الألمانية برنامج شراكة هام ومميز بين تونس وألمانيا لتصدير الطاقات المتجددة وايجاد صيغ تبادل في قطاع الطاقات البديلة بين البلدين. زيارة وفي هذا الاطار بدأ أمس وفدا يتكون من ممثلي عدد من الشركات الألمانية المختصة في قطاع الطاقة والتحكم الطاقي زيارة الى بلادنا تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها الوفد بعدد من المهتمين والمستثمرين التونسيين في قطاع التحكم في الطاقة واستحداث الطاقات البديلة على أمل عقد شراكات محتملة في مجال التجهيزات «الفوتو فلتا ضوئية»والتسخين الشمسي وتجهيزات التكييف والتسخين عبر الطاقة الشمسية وأيضا انتاج الفوانيس «الفوتو فلتا ضوئية» المقتصدة في الطاقة.. ويعتزم الجانب الألماني التواجد بكثافة في تونس لاستغلال أقصى ما يمكن من ثروات بلادنا الشمسية والاستفادة والافادة من هذا العنصر في مجال التحكم في الطاقة وايجاد الطاقات البديلة، وهذا التواجد سيكون في شكل تمثيل للشركات والمؤسسات الألمانية في السوق التونسية وكذلك العمل المشترك في مجال الاستثمار الداخلي والخارجي عبر المشاركة في عروض الاستثمار المحلية والدولية الى جانب توزيع المنتوجات الألمانية في تونس ومنها نحو الدول القريبة. ندوة الطاقات المتجددة وفي اطار هذه الزيارة، تنظم الغرفة التونسية - الألمانية بداية من اليوم 30ماي في المركز الدولي لتكنولوجيات البيئة بتونس ندوة تحت عنوان «الطاقات المتجددة» يلقي خلالها عدد من ممثلي الشركات التونسية والألمانية الضوء على تطور الطاقات البديلة والفرص الممكنة في هذا الميدان، كما ستتم مناقشة وتبادل وجهات النظر حول التكنولوجيات الجديدة واستعمال الطاقة الشمسية في أوروبا وشمال افريقيا.