جدت أطوار قضية الحال يوم 28 أكتوبر 2007 أثناء قيام أعوان زاوية المقايز بدورية لصالح الأمن العام بمنطقة زقاق التابعة لمعتمدية الهوارية وبالطريق الجهوية رقم 26 الرابطة بين الهوارية وتونس شاهدوا سيارة معدة للكراء آتية من اتجاه العاصمة وحال مشاهدة سائقها لأعوان الدورية انعرج بسرعة إلى جهة غابة جبل سيدي عبد الرحمان سالكا مسلكا غابيا فقام أعوان الدورية بنصب كمين لها فتم ضبطها وإيقافها واتضح بأن سائقها لم يكن اسمه مدرجا بعقد الكراء وبتفتيش السيارة عثروا على حمال أثاث وعلى كيس بلاستيكي وبداخله حجرة مستطيلة لونها أزرق فاتح وبجلبه إلى مقر مركز زاوية المقايز أفاد أنه جلبها رفقة المتهمين الثاني والثالث من منطقة تاكلسة بالتنسيق مع المتهمين الرابع والخامس منذ مدة كما أقر بوجود كرة من الجارة لدى المتهم السادس جلبها من منزل المتهم السابع عرضها عليه سابقا قصد شرائها فتحول أعوان الدورية على عين المكان وقاموا بحجز الكرة الحجرية المذكورة وبإيقاف جملة المتهمين أكدوا جميعا عملية التنسيق بينهم للتفتيش على الآثار والرموز والكنوز وقيامهم بمعاينة عدة مواقع تحمل أحجارها رموزا وصورا ونقوشا وأفاد أحد المتهمين أنه تسلم الكرة الحجرية من ابنة صهره دون علم هذا الاخير الذي كان يضعها بمطبخ محل سكناه وبسماع الصهر المذكور أفاد بدوره أنه عثر على الكرة الحجرية بحديقة منزل تابع لأصهاره. ... واتضح بأنها آثار وبتوجيه القطعتين المحجوزتين إلى المعهد الوطني للتراث اتضح بأن الكرة الحجرية تمثل قذيفة منجنيق من الكلس تعود إلى الفترة الرومانية أما الحجرة فتمثل جزءا من رحى من الحجارة البركانية يعود إلى الفترة البونية ويجب التصريح بمسكها ولا يمكن الاتجار بها دون رخصة. وقد أحيل ثمانية متهمين بينهم مدير فني بشركة وامرأة على أنظار هيئة الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية لمقاضاتهم من أجل تهم التنقيب والاتجار في الآثار بدون رخصة. وقد أحضر خمسة متهمين تتراوح أعمارهم بين 28 سنة و54 عاما موقوفين من أجل التهم سالفة الذكر وحضر سادس بحالة سراح ولم يحضر متهمان آخران وبينهما امرأة. الانكار وباستنطاق المتهمين من قبل قاضي المحكمة أنكروا التهم المنسوبة إليهم. وخلال جلسة المحاكمة رافع محام في حق المتهم الاول طلب الافراج المؤقت عن موكله إلى حين البت في القضية باعتبار أن الامر لا يتجاوز حسب رأيه عدم الإعلام عن مادة أثرية ورافع محام ثان طلب كذلك الافراج المؤقت على منوبه نظرا لغياب عنصر التنقيب ولاحظ أن موكله عثر على الجزء من الرحى المحجوز صدفة في الصائفة الفارطة أمام محل سكناه واحتفظ به وبالتالي فإن الامر لا يتجاوز عدم الاعلام عنه فحسب ورافع محام ثالث طلب كذلك الافراج المؤقت على موكله لغياب عنصر التلبس وأضاف أن منوبه قام بمسك قطع اتضح بكونها أثرية وهو لا يعلم بذلك. وقد ارتأت الهيئة تأخير القضية إلى تاريخ قادم والنظر في مطلب الافراج من عدمه إثر الجلسة.