أخيرا سيكتب للجلسة العامة الاستثنائية للنادي الإفريقي الانعقاد وسيكون الحدث تاريخيا لا للنادي فحسب بل لعموم الرياضة التونسية ولواقع العمل الجمعياتي التونسي ككل. وبقطع النظر عن الأهمية القصوى لأول تجربة ديمقراطية حقيقية في تونسالجديدة، وهو ما يحسب لهذا النادي العريق، حفت بالجلسة العامة عديد التطورات والمفاجآت والصراعات التي تحمل في طياتها أبعادا خفية ومعلنة كثيرة أبرزها ما يلي. لا للوصاية
إن الجلسة العامة سيدة نفسها وبإمكان المؤتمرين خلالها اختيار جدول الأعمال الذي يرغبون فيه ويرونه صالحا دون وصاية أو تدخل أو تأثير من أي شخص أو طرف لا يمت للجلسة بصلة. وهذا يعني أن إدراج التنقيحات القانونية المنتظرة (في الجزء الصباحي من الجلسة) هو إجراء قانوني وعادي بل ولا مناص منه بعد تأجيل الجلسة الاستثنائية الأولى التي كانت مقررة ليوم أول أمس. أما طلب فريد عباس، أو غيره، تأجيل موعد الجلسة الانتخابية فليس له مبرر ولا تفسير قانوني ولا حتى واقعي لأن عباس ليس مترشحا لرئاسة النادي وبالتالي لا صفه رسمية له وحتى إن كان سيحضر الجلسة العامة كمحب أو كملاحظ فهذا لا يخول له طلب التأجيل أو إبداء أية ملاحظة تخص جدول الأعمال أو إجراءات الجلسة. وطبعا فان تراجع عباس عن الترشح وسحب زهير الهمامي لترشحه يوم الأربعاء تركا المجال مفتوحا لجمال العتروس للفوز برئاسة النادي مهما كانت أهمية وشعبية منافسيه الآخرين (حسان يعقوب والسمراني بن عيسى). العتروس قد لا يكون الأفضل وقد لا يلقى النجاح المنتظر في مهامه لكن علينا الاعتراف أنه كان الأكثر جدية والأكثر إصرارا والأكثر وضوحا من كل منافسيه السابقين والحاليين. كما يحسب للعتروس أنه لم يقفز على الثورة ولم يمتط قطار التغيير وهو يسير بل أن رغبته في رئاسة الإفريقي وليدة سنوات عديدة مضت ولولا الواقع المرير الذي كان سائدا في تونس ولولا العراقيل التي واجهها لصعد لسدة الرئاسة منذ سنوات. ولا يمكن لأحد أن ينكر شعبية العتروس لدى جانب كبير من القاعدة الجماهيرية للإفريقي وخصوصا لما يرمز إليه من روح الشباب والطموح والرغبة في التغيير.
غياب البرامج
لاحظنا خلال الأيام الفارطة أن كل المرشحين، دون استثناء، لم يقدموا أي برنامج عمل لرئاستهم للإفريقي. ورغم المجهود الواضح لزهير الهمامي في هذا السياق، غابت عن الجميع القراءات المناسبة لواقع النادي ومستقبله والتصورات العملية والقابلة للتحقيق لأن ما سمعناه وقرأناه لم يتجاوز الخطب الرنانة المفرغة من المحتويات الجادة والشعارات التي تصب في خانة الحملات الانتخابية. المرشحون (أو الذين فكروا في الترشح) عجزوا عن إقناعنا بما يعتزمون القيام به في النادي في حال نجاحهم ويعزى ذلك أساسا لغياب التقاليد في هذا المجال ولعدم جدية البعض منهم أي الذين سعوا إلى قطع الطريق أمام العتروس أكثر مما بحثوا عما يفيد النادي في المستويين المتوسط والبعيد.