تواصل اعتصام الصحفيين وعدد من التقنيين بالتلفزة التونسية الذي بدأ ظهر يوم الجمعة السابق، إلى حدود مساء أمس. وأكد أحد الصحفيين المعتصمين ل"الصباح" أن الاعتصام مفتوح وسيتواصل إلى حدود تلبية مطالب العاملين بالمؤسسة. وكان الرئيس المدير العام للقناة الوطنية ظهر على شاشة التلفزة الوطنية ظهر يوم الجمعة، معلنا من خلال فقرة الأخبار عن " بطلان مطالب المعتصمين ولا شرعيته"، في حين رفض المعتصمون هذا الكلام، وقال أحد الصحفيين ل"الصباح"أن العاملين بمؤسسة التلفزة"يرفضون الاستنقاص والتهديد الذي شمل الصحفيين في مداخلة مدير التلفزة على الشاشة"، وأنهم متمسكون بحق الرد على كلماته"، وأنهم سيواصلون"اعتصامهم "حتى ترفع كل أنواع التعليمات والرقابة". وتفاجأ المواطنون بغياب النشرة الإخبارية للقناة الوطنية التي تبث مع الساعة الثامنة مساء، وتم تعويضها بعدد من الأغاني الوطنية والأفلام الوثائقية، نظرا لإصرار الصحفيين على عدم بث الأخبار إلا في صورة تحقيق مطالبهم ببث نشرة إخبارية"تترجم انتظارات المواطن التونسي في إعلام حر ونزيه، ينقل الحقيقة كما هي ويعطي المجال للرأي والرأي الآخر" حسب مصدر كان على عين المكان. وأكدت سكينة عبد الصمد عضو المكتب التنفيذي بنقابة الصحفيين والصحفية بالتلفزة التونسية في قسم الأخبار ل"الصباح"، أن الاعتصام شمل200 عامل بين صحفيين وتقنيين. وقالت "إن المدير العام لم ينزل من مكتبه ليستمع إلى مطالب المعتصمين، ولم يمكنهم من حق الرد عبر جملة من المقدمين والروبرتاجات والمداخلات التي تم تصويرها أثناء الاعتصام، رغم سماحه لنفسه بأن يخرج على الشاشة الوطنية"، وأضافت "الصحفيون رافضون للتعيينات الجديدة التي شملت قسم الأخبار، وهم لا يريدون تعويضا لزملاء آخرين، بل يريدون انتخاب هيئات تحريرية بأقسام الأخبار". وقد تحول وفد من نقابة الصحفيين إلى مقر التلفزة، وعبرالوفد عن مساندته التامة للزملاء والوقوف إلى جانب مطالبهم المشروعة. بعد أن احتضنت النقابة اجتماعهم السابق الذي هددوا من خلاله بالدخول في اعتصام. المطالب وطالب صحفيو مؤسسة التلفزة بتغيير الرئيس المدير العام ومدير التلفزة الوطنية الأولى، وأكدوا تمسكهم بضرورة "تعيين كفاءات من التلفزة الوطنية في مواقع المسؤولية والتخلي عن خدمات الملحقين في مؤسسات إعلامية أخرى وإدارات عمومية.واقترحوا إحداث لجنة تحقيق عاجلة حول مؤسسة التلفزة للنظر في التجاوزات السابقة والفساد. كما ألحوا على إحداث هيئات تحرير منتخبة دورية صلب قسم الأخبار والإنتاج "للقطع مع سير العمل الارتجالي"، داعين إلى التوحد على خط تحريري مهني وواضح يلتزم بأخلاقيات المهنة ويراعي أصول إعلام حر ونزيه ومحايد وشفاف. وطالبوا في بيان أمضاه "الصحفيات والصحفيون بمؤسسة التلفزة التونسيّة"، بالعودة إلى عقد اجتماعات مجالس التحرير في كل النشرات الإخبارية وتشريك الجسم الصحفي في إبداء الرأي والعمل لأجل مادة إخبارية مهنية مقدمة للمشاهد.والتمسك بمجلة التلفزة التونسية كمنبر إعلامي صلب المؤسسة ورفع التضييقات المالية والإدارية المسلطة عليها.وإحداث لجنة من صحفيي قسم الأخبار والإنتاج تعنى بإنتاج البرامج الحوارية والملفات للقطع مع عادات استغلال الظرف السياسي الدقيق للظهور في الشاشة وإحكام التنسيق بينها لتجنب تكرار المواضيع واستدعاء الضيوف والقطع مع العشوائية في تعيين المحاورين. ويذكر أن "الصباح" اتصلت بمؤسسة التلفزة التونسية لمعرفة موقف المشرفين عليها بخصوص ما يحصل بالمؤسسة غير أنها لم تتمكن من الاتصال بهم.