خلافا لليالي الاعتصام السابقة كان مساء أمس بالقصبة أكثر اثارة، الجميع يترقب الكلمة التي سيلقيها الرئيس المؤقت... وحلت ساعة الصفر، حبست الأنفاس مع سماعهم الكلمات الأولى وبدأت تعود الى طبيعتها شيئا فشيئ، حيث استجاب الخطاب للمطلب الأساسي، تكوين مجلس تأسيسي منتخب... انفرجت أسارير كل من كان في ساحة الحكومة أمام هذه القرارات التي جسدت سيادة الشعب.. وقدمت لهم تأشيرة العودة الى الديار وتعليق الاعتصام. ولكن رغم أن القرار كان شبه متخذ ضبط المعتصمون تعبيرهم عن فرحتهم ومثل جنود الميدان بقوا في انتظار امر رؤساء الوفود المجتمعين في الخيمة أعلى الساحة واعلانهم عن بيانهم النهائي وتحديد طريقة تعبيرهم عن فرحتهم. فقال أحد المعتصمين الذي لم يرغب في ذكر اسمه: "لم يتم حل البوليس السياسي..والتخوف كبير من هذا الجهاز الأمني فتوجد عناصر من المعتصمين تم القبض عليها منهم من اطلق صراحه ومنهم من لم يعد الى الآن وانا بقدر تأييدي لتعليق الاعتصام، لا أريد مغادرتي القصبة وأخشي من ان يتم اعتقالي بحجة الاعتصام ...أنا وغيري من المعتصمين" تعليق اضراب الجوع مثل الجميع عبر العم لخضر جلالي(معتمدية الرقاب) أكبر المضربين عن الطعام عن رضائه التام بما جاء به الخطاب وأعلن بابتسامته العريضة "شقيت الفطر" أنا وزملائي طه عبيدي وسفيان بوزياني , واستثنى فتحي عبد الجواد نفسه فهو في انتظار التحاليل والقراءات التي سيقدمها المختصون ليحدد موقفه.. مضي بعض الوقت ولم يقوى أغلبية من في القصبة على مواصلة الالتزام بضبط الفرح.. وبدأت الزغاريد تعلو والطبول تدق وتبشر بمستقل أفضل...