بقلم: الهادي الزرلي إن المتبع للشأن النقابي الوطني منذ مؤتمر سوسة يلاحظ الانخراط الكلي للمكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل في المشروع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لنظام الديكتاتور المهزوم والمزاح من طرف ثورة الشباب الباسلة وذلك مقابل التمتع بعديد المكاسب الشخصية والمزايا لاغلبية اعضاء الهيئة الادارية الوطنية والمتمثلة أساسا في تحسين الوضعيات المهنية فالاستاذ بات استاذا واصبح مديرا والعامل بات عاملا وأصبح رئيس مصلحة والقيم بات قيما وأصبح مديرا واللحام امسى لحاما وأصبح مديرا عاما والجابي امسى جابيا وأصبح مديرا عاما مساعدا وغيرها من المهازل وشراء الذمة... والبعض الاخر انخرط بانتهازية مفضوحة تحت ظل التجمع الا دستوري والا ديمقراطي لضمان مكانا في البرلمان لدورات عديدة وذلك بتزكية واضحة من القيادة النقابية دون نسيان العمل بكل قوة الجهاز لضمان مواصلة تزكية الرئيس المخلوع وذلك بدعوة كاذبة ومضللة بان الاتحاد يتكون من سيفساء يعني انه يجمع كل الحساسيات السياسية لكن دون ان ننسى خلو اللوائح العامة الوطنية من العفو التشريعي العام (بدعوى بعضهم بان هذا العفو سيشمل عدو الاتحاد المرحوم محمد مزالي) والدفاع عن الرابطة التونسية لحقوق الانسان دون حسابات ضيقة وخوف والدفاع عن الحريات العامة الفردية وتكريس الديمقراطية الفعلية وذلك خوفا من ردة فعل السلطة وفقدان الموقع وما يتضمنه من مصالح ومكاسب شخصية ولا يمكن ان ننسى تلك المهازل التي تقع في قصر قرطاج يوم غرة ماي من تكريم وتوسيم بوسام الذلة والعار الذي رفضه الشرفاء في هذه المنظمة العتيدة ولا يمكن ان ننسى ايضا تلك العملية المفضوحة والمفبركة عملية ما سمي باطلا تصحيحا فبين عشية وضحاها اصبح صاحب المزايا والعطايا والرجل القوي ظاهريا في المنظمة المطلوب ازاحته في عملية قذرة محاكة من طرف السلطة ولولا سكوتهم وصمتهم المستراب لما وصلت الاوضاع بالمنظمة الى الحالة المتردية والمخجلة والحرجة امام مناضيلها وقواعدها والرأي العام ثم وقع مؤتمر جربة التاريخي الذي يعتبر احد المحطات المضيئة في تاريخ المنظمة بمداولاته وقراراته خاصة الفصل 10 وما ادراك ما الفصل 10 الذي يسمح لاعضاء المكتب التنفيذي الوطني بالترشح لدروتين فقط في ظل المناداة بتواصل ترشح الرئيس المخلوع لدورات متعددة وذلك انقلابا على بيان النفاق والتضليل في السابع من نوفمبر المشئوم وحاول بعضهم بكل الطرق التي يسمح بها الجهاز الانقضاض على هذه القرارات التاريخية بمحاولات عديدة لكن باءت كلها بالفشل رغم افتعال اسباب تافهة لايقاف المناضلين النقابيين عن النشاط النقابي الرافضين لالغاء او تحوير الفصل 10 بتمرير مواقفهم وذلك بتزكية كاملة من السلطة ولكن هيهات هيهات وجاءت الثورة الباسلة التي اجهضت محاولاتهم البائسة واصبحوا بعد ان كانوا منتشين مرتبكين مترددين ومذبذبين في قراراتهم ومواقفهم التي تدل على اضطرابهم العقلي والنفسي حتى انهم اتخذوا قرارات متناقضة مست في العمق بمصداقية ومكانة المنظمة العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك باتخاذ القرار المهزلة بالمشاركة في حكومة الانقاذ الوطني والتدخل في الشأن السياسي بعد ان كان مرفوض من طرفهم ومطلبا اساسيا من طرفنا خاصة واننا كنا ندرك بيقين قدرة الاتحاد على لعب الدور الفعال لايقاف النزيف الذي يحمل البلاد للخراب وكذلك التدخل في الدفاع باطلا على تعيين الولاة وغيرهم خاصة واننا ندرك ان المرحلة هي مرحلة من قام بالثورة لا من اراد الالتحاق بها ثم قيادتها رغم يقيننا بان الاتحاد قادر على ذلك لو كان على رأس قيادة رشيدة مناضلة تضع في حسابها مصلحة البلاد والاتحاد فوق كل المصالح الشخصية والحسابات الضيقة بعد كل ما وصلنا اليه فاني اطالب الهيئة الوطنية الادارية بتكوين لجنة من اعضائها المناضلين والشرفاء الذي لم تمسهم ريح المصالح والمكاسب وخدمة المصلحة الشخصية وفتح كل الملفات وتطبيق مقولة من اين لك هذا وتقبل كل التشيكات من العمال والنابيين الذين لديهم ما يدلون به لابراز الحقيقة لمحاسبة كل من سولت له نفسه توظيف هذه المنظمة لخدمة مصالحة بانتهازية على حساب مصالح العمال.