تطرقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس لما وصفته بالتاريخ الدموي للعقيد القذافي، حيث كتب ريتشارد كوهين يقول إن القذافي فجر طائرة «بان أمريكان» الأمريكية فوق بلدة «لوكربي» الأسكتلندية، مما أدى إلى مقتل 259 شخصا، وأضاف أن عملاء القذافي فجروا ملهى «لابيل» في برلين مستهدفين جنودا أمريكيين. كما أن القذافي ساند مجموعات تعادي الولاياتالمتحدة، وأشاد باغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات والهجوم على الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب ميونيخ عام 1972، وقتل معارضيه في ليبيا وأرسل عملاءه لاغتيال معارضين آخرين في الخارج. وأضاف الكاتب «إذا انتصر القذافي في الصراع الراهن، سيقتل كل معارضيه، وتكون ليبيا على موعد مع حمام دم». وقال إننا لا نعتمد سوى على ماضي القذافي لتوقع ما يمكن أن يفعله مستقبلا، ففي الماضي أمكن وقفه عندما قصفه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن بعد تفجير ملهى «لابيل» ففهم القذافي الرسالة وهدأ بالفعل، وبعدما رأى ما فعلته أمريكا في العراق بسبب أسلحة الدمار الشامل المشتبه في وجودها، أسرع وبمحض إرادته لتسليم برنامجه النووي بالكامل لأمريكا، وحتى أنه دفع تعويضات بسبب تفجير لوكربي، «القذافي يتصرف بجنون لكنه ليس مجنونا». ويلاحظ الكاتب أن بعض الأمريكيين وهم يدعون لفرض منطقة حظر جوي، يشيرون إلى رفض واشنطن التدخل لمنع المذابح في رواندا، وتأخرها في الرد على قتل المدنيين في البلقان. مع أن الوضع مختلف في ليبيا، فهي حرب أهلية ذات طابع خاص لأنها حرب شعب ضد حكومته، ولا توجد أوامر بتنفيذ مذابح جماعية كما لم تحدث مجازر جماعية على نطاق واسع، ويخلص إلى أن «ليبيا ليست رواندا ولا البلقان». غير أن الكاتب يستدرك قائلا «ومع ذلك يمكنها أن تصبح رواندا أو بلقان أخرى»، ويشرح بأن وضوح إدارة الرئيس باراك أوباما في كلماتها المطالبة برحيل القذافي وغموضها في الخطوات التي يجب اتخاذها يجعل الموقف الأمريكي متذبذبا، فالبيت الأبيض ينتظر الجميع، الأممالمتحدة والناتو والهيئات الإقليمية. ويوضح الكاتب أن المجموعة الدولية تنتظر خطوة واشنطن، ويقول إن فرنسا مثلا سارعت بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، لكن خطوتها هذه مرت بدون اهتمام كبير، ويرى الكاتب أن العالم ينظر إلى أمريكا لأنها تملك المال والخبرة اللوجستية والقوة العسكرية «نحن نقود وهو يتبعنا».