- تقدمت قوات العقيد معمر القذافي أمس مقتربة من معقل المعارضين في بنغازي في الوقت الذي لم تحقق فيه الجهود الديبلوماسية الرامية إلى فرض منطقة حظر طيران لمساعدة المقاومين تقدما يذكر. وقد استغل العقيد القذافي تعثر تلك الجهود الديبلوماسية للتلويح للغرب أمس بالتهديد بالتحالف مع تنظيم «القاعدة» حال تم تنفيذ هجوم عسكري ضده كما حدث في العراق، واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه يعاني من «خلل عقلي" وكانت فرنسا قد ضغطت مساء أول أمس على وزراء خارجية مجموعة الثماني خلال اجتماع عقد في باريس للموافقة على القيام بعمل بشأن ليبيا ودعم جهودها للتعجيل باصدار مجلس الامن الدولي قرارا بفرض منطقة حظر طيران ولكنها واجهت معارضة من شركاء مثل المانيا، التي دعت على لسان وزير خارجيتها غيدو فسترفيله الى اجراء محادثات عاجلة في مجلس الامن من اجل العقوبات المستهدفة على حكومة القذافي ولكنها ابدت اعتراضها على القيام بعمل عسكري. وقال فسترفيله للصحفيين بعد عشاء مع شركائه في مجموعة الثماني «اننا متشككون جدا بشأن القيام بتدخل عسكري وفرض منطقة حظر طيران يعد تدخلا عسكريا». وفي مجلس الامن الدولي المنقسم على نفسه، جرى الليلة قبل الماضية أيضا مناقشة فكرة اجازة فرض منطقة حظر طيران ولكن لم يتم التوصل الى اجماع بين اعضائه الخمسة عشر وقالت روسيا ان لديها تساؤلات بشأن الاقتراح سقوط زوارة وأجدابيا في الوقت نفسه قال طارق عبدالله وهو احد سكان بلدة زوارة الصغيرة الواقعة على بعد 120 كيلومترا غربي طرابلس ان المدفعية والدبابات التابعة للقذافي استعادت البلدة بعد قصف عنيف. وربما الامر الاكثر اهمية انهم ضيقوا مساحة الارض التي مازالت القوات الثورية تسيطر عليها في شرق ليبيا. واستولت قوات القذافي على بلدة البريقة الشرقية التي توجد بها منشآت نفطية في ساعة متأخرة من مساء الاحد وطارت الطائرات الليبية أول أمس وأمس خلف خطوط المقاومين لقصف اجدابيا وهي البلدة الكبيرة الوحيدة بين البريقة ومعقل المقاومين في بنغازي، حيث تضاربت الانباء بشأن تطور الاوضاع فيها إذ تقول السلطات الليبية انها قواتها تسيطر عليها بينما لم يتم تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل. يأتي ذلك فيما أوردت وكالة انباء فرانس براس نقلا عن مرسلها في بنغازي ان مئات المدنيين والمتمردين وصلوا بعد ظهر أمس الى بنغازي شرق ليبيا هربا من اجدابيا. ونقلت الوكالة عن احد مقاتلي المعارضة ويدعى فتحي «تعرضنا لقصف عنيف وهم يقصفون بشكل عشوائي المنازل والمدنيين لذلك قررنا الرحيل». وكان أحد مبعوثي «بي بي سي» إلى المنطقة قد أفاد من قبل بأن القوات الموالية للعقيد القذافي نفذت إنزالاً بحريا شمالي مدينة أجدابيا التي تعرضت لهجوم آخر من الغرب، وإلى قصف مدفعي وبالطائرات. القذافي يهدد ويتوعد في خضم هذه التطورات، هدد العقيد معمر القذافي أمس الغرب بالتحالف مع تنظيم «القاعدة» حال تم تنفيذ هجوم عسكري ضد ليبيا كما حدث في العراق، واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه يعاني من «خلل عقلي». وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة «إل جورنال» الإيطالية اليومية إنه يخوض حربا ضد «القاعدة» ولكن بلاده ستترك «التحالف الدولي ضد الإرهاب» حال تصرف الغرب معه بشكل مشابه لما حدث مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وشدد القذافي في المقابلة التي نشرت أمس على عدم وجود فرصة للحوار مع الثوار وقال إنه من غير الممكن «التفاوض مع إرهابيين لهم صلة ب(زعيم تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن». وأعرب القذافي عن خيبة أمله من رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني كما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه يعاني من «خلل عقلي» وقال إن ليبيا ربما تفكر في إقامة علاقات جديدة مع الغرب مستقبلا حال تغيرت الحكومات الحالية في أوروبا. من جهة أخرى، قال القذافي ردا على سؤال حول الوقت الذي قد تستغرقه استعادة القوات الحكومية للسيطرة على شرق ليبيا إن الثوار لديهم «خيارين: الاستسلام أو الهرب»، متهما إياهم «باستخدام المدنيين دروعا بشرية بمن في ذلك النساء". إشادة بألمانيا وفي حديث آخر للتلفزيون الالماني أمس، انتقد القذافي القوى الغربية قائلا إن المانيا هي الوحيدة التي أمامها فرصة اقامة أعمال مع ليبيا في المستقبل في اشارة صريحة الى ان نظامه يفجر بالغاء عقود النفط مع دول غربية. ووصف الاضطرابات التي تشهدها بلاده حاليا ب»الحدث الصغير» الذي سينتهي قريبا نافيا بشكل قاطع وجود مظاهرات في ليبيا. وعندما ذكرته المذيعة الألمانية أنتونيا رادوس بأنه قمع متظاهرين مسالمين بادرها بالرد: "هذه أكاذيب"