"اجتهاد، اجتهاد، اجتهاد... حتى ننهض بالبلاد..."، "أساتذة، إدارة، تلاميذ من اجل مناخ تربوي جديد".... جملة من الشعارات رفعها تلاميذ المدرسة الإعدادية المنيهلة في بادرة هي الأولى من نوعها نظمها المعهد يوم السبت الفارط من خلال حفل كان هدفه الأساسي مصالحة تلاميذه مع الثورة والقطع مع كل مظاهر العنف والفوضى التي شهدها المعهد خلال الفترات الحالكة التي عرفتها البلاد. وفي تصريح "للصباح" بينت السيدة لمياء دمق (أساتذة تربية مدنية بالمعهد) أن المدرسة ارتأت أن تنظم الحفل احتفاء بالثورة ولامتصاص غضب التلاميذ الذين لم يشاركوا فيها (مظاهرات، اعتصامات...) اعتبارا أن المعهد بعيد نسبيا عن موقع الأحداث. ولكن يبقى الهدف الأساسي لهذه التظاهرة حسب الأستاذة هو مصالحة التلميذ مع الفضاء المدرسي. وفي محاولة لتشخيص هذه التظاهرة أفادت الأستاذة أن الحفل شهد حضورا بارزا للافتات تحمل شعارات تدعم الحس بالمواطنة والحرية المقترنة بالمسؤولية إلى جانب الأنشطة الترفيهية ( مسرح وموسيقى وشعر). كما أن جانب كبير من التلاميذ ألفوا قصائد شعرية تتعلق بثورة ال 14 من جانفي وهو ما ثمنته الأستاذة اعتبارا أن الحرية عمقت الإحساس بالمسؤولية والمواطنة لدى التلاميذ. وأضافت في هذا السياق أن الثورة غيرت الكثير من سلوك التلاميذ فبعد أن كانوا ينفرون من إلقاء النشيد الوطني باتوا يتسابقون اليوم لذلك ويبدون حماسا غير معتاد. ولعل أكثر ما لمسته الأستاذة من تغير بعد الثورة هو تحسن العلاقات بين التلاميذ والمربين يعززها الاحترام المتبادل بين الطرفين والرغبة في المبادرة والمشاركة. ووضحت في هذا الصدد أن التلاميذ من قبل لا يكترثون بتاتا بالحفلات المدرسية التي تنظمها إدارة المعهد واليوم باتوا هم يبادرون إلى تنظيمها. هذا التغير والحماس يعزوه تفاؤل كبير بان البلاد ستشهد نقلة نوعية على جميع المستويات وبان المناهج التي كانت تدرس اعتباطيا في السابق ولا تطبق على ارض الواقع ستجد مكانها اليوم في بلد يشرع للديمقرطية لا غير. ووضحت السيدة لمياء في هذا السياق أن مادة التربية المدنية في السابق كانت من أكثر المواد التي تلقى انتقادا ونفورا من قبل التلاميذ اعتبارا أنها تدرس أشياء لا تمت للواقع بصلة. واليوم استنتج التلاميذ أن كل ما لقن بالإمكان تطبيقه في كنف الديمقراطية والشفافية. فهل تعيد الثورة قداسة المؤسسات التربوية ؟