محسن الزغلامي ربما جاز القول أنه لم يسبق لقناة تلفزيونية اخبارية - عربية كانت أم غربية - أن «كشرت» عن أنيابها وراحت تمارس دورها الاعلامي - «التحريضي» المزدوج بكل وضوح ودونما حرج مثلما فعلت وتفعل هذه الأيام قناة «الجزيرة» القطرية... بل لعله يجوز القول أيضا أن الحضور «الكرونولوجي» الاخباري المذهل - بالصوت والصورة - لقناة «الجزيرة» وبخاصة ضمن مشهد وقائع الثورات العربية التي أطاحت بنظام بن علي في تونس وبنظام مبارك في مصر والتي توشك أن تطيح بنظامي القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن يبدو - لا فقط - «حضورا اعلاميا مهنيا» - كما يذهب البعض - بل وأيضا «نضاليا وشجاعا» بأتم معنى الكلمة -... أما في رأي البعض الآخر فان هذا الحضور ذاته يبدو بمثابة الفعل «التآمري» «المشبوه» و «المريب»... لأجل ذلك - ربما - تبدو هذه القناة الاخبارية اليوم في صدارة «اهتمامات» الأوساط السياسية والرأي العام العربي والدولي - على حد سواء -... بل لعلها تبدو اليوم أكثر القنوات الاخبارية المختلف حولها... فهي - من جهة - تلكم المرفوعة «شارتها» في ساحات الاعتصام والتظاهر في عواصم ومدن الثورات الشعبية العربية والتي يلهج المتظاهرون باسمها ويتوجهون اليها بالتحية... وهي أيضا - وفي نفس الوقت - تلكم القناة الاخبارية التي تحوم حولها «الشبهات» وتصنف على انها «الأداة» الموظفة اعلاميا ضمن ما يسميه البعض «أحدث مراحل مخططات التآمر الغربي الصليبي على استقرار واستقلال البلدان العربية» ولأننا لا نروم مقاربة المسألة من زاوية الاتهام أوالتبرئة السهلة والمريحة فاننا سنكتفي - هنا - بتسجيل بعض الأسئلة التي يطرحها هذه الايام العديد من الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية والمستويات التعليمية... ففيما يتساءل البعض - مثلا - عن السر من وراء الحضور الاعلامي المكثف بل والمستميت للقناة ضمن مشهد الأحداث في ليبيا أو اليمن مقابل غياب ( البعض يقول تعتيم ) شبه كلي على ما يجري في البحرين أوبعض مناطق السعودية ؟؟ يتساءل البعض الآخر قائلا : لماذا تبدو «الجزيرة» وكأنها عدو وخصم عنيد ومعلن للنظام الليبي ؟... وهل من المهنية والحيادية في شيء أن تتحول قناة اخبارية الى «أداة» تحريض - حتى لا نقول - تشويه اعلامي لهذا الطرف او ذاك - مهما كانت طبيعة ودرجة مأساوية الأحداث التي تتولى نقلها وتغطيتها - ثم أخيرا - وليس آخرا - ماذا يعني أن تورد صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية مقالا بتاريخ 21 - 3 - 2011 تتحدث فيه عما أسمته «مخطط أمريكي لتفكيك الديكتاتوريات وتعليم العالم العربي الديمقراطية» : فتقول - من بين ما تقول - : «الذي حصل أن قناة «الحرة» الأمريكية لم تنجح في الاقناع والترويج للمخطط ولكن «الجزيرة» تقوم بعمل ميداني ممتاز» في هذا المجال... وذلك قبل ان تضيف بأن «الجزيرة» ذاتها ( وحش التغطية الاعلامية ) - كما سمتها - ستكون قادرة على «تخريب» المملكة السعودية بمجرد ان يشار عليها بذلك... «فقط اعطوهم موطىء قدم في السعودية وسترون» - يقول كاتب المقال -.