مع تواصل تدفق عدد الوافدين على المنطقة الحدودية برأس جدير علمت "الصباح" أن المنظمة الدولية للهجرة قدرت عدد الأجانب الذين لا يزالون بالتراب الليبي ب 800 ألف غير أن المنظمة غير قادرة على تحديد عدد الراغبين منهم في الرحيل من الأراضي الليبية كما علمت "الصباح " في ذات السياق أن المنظمة تلقت طلبات عديدة من عدة سفارات بدول افريقية لمساعدتها في اجلاء رعاياها وفي هذا الاطار تقدمت المنظمة الدولية للهجرة منذ أسابيع بطلب للدوائر المسؤولة الليبية بهدف ارسال بعثة انسانية لمساعدة عشرات الآلاف الذين ينتظرون اجلاءهم غير أن المنظمة لم تتلق ردا الى حد الآن من جهة أخرى تأكد ل"الصباح" أنه تم مساء اول أمس الخميس اجراء أول عملية جراحية على أحد المصابين القادمين من ليبيا وتم ذلك باحدى المستشفيات الجهوية بولاية مدنين وتمثلت هذه العملية حسب مصادر ل"الصباح" في اخراج بعض الشظايا كما علمت "الصباح" من جهة أخرى وجود مساع حثيثة لارسال باخرة من ميناء صفاقس في اتجاه ميناء مسراطة لاجلاء المصابين أوالراغبين في العودة على متن هذه الباخرة. صعوبات في ترحيل الأفارقة وقد انتظم أمس بمنطقة "الكتف" لقاء اعلامي حضره سفير الامارات العربية المتحدة عبد الله ابراهيم السويدي ووالي مدنين نبيل الفرجاني وقد نظم هذا اللقاء لفائدة ممثلي وسائل الاعلام الناشطة على الحدود التونسية الليبية وحضره ممثلو المنظمات الدولية والانسانية المتواجدة بمخيمات اللاجئين ومن خلال عرض سمعي بصري تم التعريف بالمهمة الرئيسية لمجموعة الامارات للاغاثة والمتمثلة في مساعدة الليبيين لتخطي الوضعية الحالية من خلال 3 فرق تشكلت عن طريق الحدود التونسية الليبية والمصرية الليبية وعن طريق البحر وقامت هذه الفرق بتوفير الدعم الطبي والاغاثي كما تم التعرف على نشاط مخيم"الكتف" حيث يتسع في الوقت الحالي لألفي شخص وقابل للزيادة لتصل الى 7 آلاف شخص واستقبل المخيم الى حدود أمس 4500 شخص تم ترحيل أغلبهم بالتعاون مع المنظمات الدولية ويحتوي المخيم على خيام مخصصة لعائلات وتتوفر فيه كل ضروريات الحياة ويقوم على خدمة كل اللاجئين فريق متكامل من المتطوعين من دولة الامارات ومن تونس ويبلغ عددهم 80 شخصا. وخلال هذا اللقاء الاعلامي كانت هنالك مداخلات لعدد من ممثلي المنظمات الدولية الانسانية الذين ثمنوا المجهودات التي تقوم بها مجموعة الامارات للاغاثة أما عبد الرحمان ابراهيم بن عبد العزيز قائد فريق الاغاثة لدولة الامارات العربية المتحدة فقد توجه بنداء الى كل المنظمات الدولية الانسانية لاقناع العديد من اللاجئين للتوجه الى بلدانهم حتى لا يتكاثر عددهم مشيرا أن العديد منهم لايرغبون في العودة الى بلدانهم وخاصة منهم من البلدان الافريقية الذين يرغبون في الحصول على اللجوء السياسي للدول الأوروبية. كما تحول والي مدنين الى مخيم"الزيتونة" والتقى بمكونات المجتمع المدني التي تم احداثها بعد الثورة على غرار المبادرة الأهلية لحماية الثورة ببن قردان وجمعية السند لتشغيل حاملي الشهائد العليا وجمعية النهوض بالتنمية والديمقراطية وحقوق الانسان واللجنة المؤقتة للتشغيل بمنطقة "الشوشة" وتركز الحديث حول أنشطتهم وعن استعدادهم للوقوف ومساندة كل اللاجئين بالمخيمات ومعاضدة المجهودات التي تبذل من قبل مختلف الأطراف المسؤولة والمنظمات الدولية الانسانية. ارتفاع عدد الوافدين وفي ذات السياق انعقد مساء أمس بمخيم "الزيتونة" الاجتماع الدوري للمنظمات الدولية الانسانية الناشطة على الحدود التونسية الليبية بحضور مختلف الأطراف التونسية ومن خلال عرض قدم في هذا الاجتماع فقد شهد عدد الوافدين على المعبر الحدودي برأس جدير خلال ال 24 ساعة الفارطة ارتفاعا مقارنة بالفترة السابقة ووصل العدد الى 3992 وافدا وسجل أكبر عدد للوافدين من الليبيين حيث بلغ عددهم 1619 وافدا و 549 من مصر و660 من السينغال و126 من بنغلاداش و123 من غانا و 660 من السودان و78 من التشاد وقد تمت الاشارة في هذا الاجتماع أن عائلة واحدة من ليبيا مقيمة بالمخيم الاماراتي. التسريع باجلاء اللاجئين وفي اطار التسريع باجلاء اللاجئين شهد مطار جربة جرجيس الدولي ارتفاعا في عدد الرحلات الجوية مقارنة بالأيام الفارطة حيث وصل عددها 14 رحلة وانطلقت أول رحلة في حدود الساعة الثانية فجرا من صباح أمس باتجاه القاهرة وتواصلت على مدار ساعات أمس الرحلات حيث توجهت رحلة نحو مالي نقلت 150 لاجئا وأخرى نحو التشاد نقلت 160 لاجئا ورحلتين نحو نيجيريا نقلت 320 لاجئا و3 رحلات نحو بنغلاداش نقلت 480 لاجئا و 3 رحلات نحو الخرطوم نقلت 460 لاجئا و4 نحو القاهرة نقلت 600 لاجىء ليصل العدد الجملي للمغادرين حسب ما أكده ل"الصباح" الطاهر القابسي مهندس بديوان الطيران المدني والمطارات 2170 مغادرا وتواصلت الحركة عبر المعبر الحدودي برأس جدير الذي سجل على غرار الأيام الفارطة مرور العديد من الشاحنات الليبية الفارغة للتحول للعديد من المدن التونسية للتزود بمواد مختلفة كما لوحظ مرور سيارة اجرة ليبية وسيارات اخرى خاصة كما لوحظ نقص في عدد السيارات رغم ان يوم الجمعة هو يوم عطلة في ليبيا. وعلمت"الصباح" ان عدد اللاجئين بمختلف المخيمات الموجودة على الحدود التونسية الليبية وصل الى حد مساء أمس 8346 لاجئا. أما في المجال الصحي فقد بلغ عدد العيادات الطبية على مدى شهر كامل 20 الف عيادة قامت بها مختلف مكونات المنظومة الصحية الناشطة على الحدود التونسية الليبية وقد أكد مصدر ل"الصباح" أنه مازال هناك حالات من الزكام والالتهابات الرئوية الخفيفة داخل مخيمات اللاجئين الذين بلغ عددهم يوم الخميس 8800 لاجىء كما تجدر الاشارة أن حالات الاسهال انخفضت نتيجة التحسن الملحوظ في النظافة بدورات المياه والأدواش وكذلك العناية بالمحيط أما في المجال البيئي فقد تم تعزيز الجانب التوعوي والتحسيسي في مجال النظافة ورفع النفايات من خلال تكثيف عملية توزيع الأكياس المخصصة لتجميع مختلف الفضلات المتناثرة داخل وخارج المخيمات كما تم اقرار مزيد تعزيز الوحدات الصحية والشاحنات المسخرة لنقل النفايات وشفط المياه المستعملة وتجفيف مواقع تجمع المياه الراكدة.