كمال بن يونس تتعاقب الاحداث السياسية والامنية والعسكرية في الشقيقة ليبيا بشكل غير مسبوق.. وخلافا لكل التقديرات لم تنجح الثورة الشعبية السلمية ثم المسلحة في الاطاحة بالنظام ولا برمزه الاول الذي وصل السلطة اثر انقلاب سبتمبر 1969 ضد النظام الملكي الذي رحب به غالبية الليبيين وقتها ورفعوا شعار: «ابليس ولا الملك ادريس».. واذ تحسر تيار عريض من الليبيين والليبيات على النظام الملكي بعد ان ناهزت مرحلة حكم القذافي لبلده ال42 عاما. فان السؤال الكبير الذي يطرح بعد تعقيدات الحرب في ليبيا بابعادها الوطنية والقومية والدولية هو : هل لن يتحسر الشعب الليبي يوما بسبب ثورته على نظام القذافي الاستبدادي والقمعي مثلما تحسر كثير من العراقيين على نظام صدام حسين بعد ان بلغ معدل الضحايا شهريا بين المدنيين ال4 الاف عراقي؟ وفي ليبيا تحوم اليوم شكوك كثيرة حول جدية الدول الاطلسية.. وحول حرصها على حماية ارواح المدنيين الليبيين الذين كانوا يقتلون من قبل القوات النظامية الليبية والميليشيات التابعة للقذافي وابنائه فاصبحوا عرضة لنيران نفس الميليشيات والقوات الاطلسية في نفس الوقت..دون بروز مؤشرات جدية لقرب تحقق مطالب الشعب الليبي في تحقيق انتقال نحو نظام سياسي ديمقراطي تعددي ووطني.. فهل سيبقى الشعب الليبي طويلا تحت رحمة شرّين ونارين: نار قوات القذافي ونار قوات الاطلسي..؟ وكيف يمكن تفسير سلسلة الاخطاء السياسية والامنية الاطلسية في ليبيا ؟ هل هي لتبرير تدخل عسكري اطلسي بري داخل الاراضي الليبية وخاصة حول حقول النفط وموانئ ضخه الى العالم لا سيما في خليج سرت ومنطقة طرابلس؟ ام ان المقررات السرية لاجتماع لندن تضمنت التضحية مجددا بالشعب الليبي وبالمدنيين التي صدر القرار 1973 من اجلهم؟ في كل الحالات تبدو الاوضاع في ليبيا اليوم تدور في حلقة مفرغة..فبعض الدول تتهم العواصم الاطلسية بتجاوز القرار الاممي 1973 ودول من داخل المعسكر الغربي تبدو معنية اكثر بسوق النفط والغاز الليبية وبالصفقات العسكرية والاقتصادية الليبية القادمة وليس بالمعاناة الانسانية للشعب الليبي الشقيق..