تحولت صباح أمس السيدة سيسيليا مالمسترغم المفوضية الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية رفقة وفد أوروبي الى المعبر الحدودي برأس جدير وعاينت ظروف عبور الوافدين كما التقت بمجموعة من الصوماليين الذين أرادوا مرة أخرى التوجه الى التراب الليبي قبل أن يعودوا الى مخيماتهم وزارت في هذا الصدد مختلف مخيمات اللاجئين وتحدثت مع بعض اللاجئين مستفسرة اياهم عن ظروف اقامتهم ووضعيتهم الصحية والوجبات الغذائية المقدمة وفي ذات السياق أجرت محادثات مع ممثلي الجمعيات الانسانية الناشطة برأس جدير. وعقدت ظهر أمس اجتماعا مع ممثلي المنظمات والجمعيات الانسانية الدولية والتونسية الناشطة داخل المخيمات وقدمت كل منظمة عرضا عن أنشطتها منذ انطلاق الأحداث بليبيا وتدفق اللاجئين على النقطة الحدودية برأس جدير وفي هذا الاطار قدم رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بمدنين معطيات عن مختلف الأنشطة التي قامت بها تونس ومختلف مكونات المجتمع المدني بمعتمدية بنقردان وباقي جهات الجمهورية داعيا الى ضرورة ايجاد حلول جذرية وعاجلة لاجلاء اللاجئين من خلال تكثيف الرحلات الجوية انطلاقا من مطار جربة جرجيس الدولي كما أشار الى أن المفوضية الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية يجب عليها أن تدعم مستشفيات ولاية مدنين بالأدوية والتجهيزات اضافة الى ضرورة التفكير في بعث مشاريع تنموية من خلال احداث مواطن شغل لفائدة الشباب بالجهة وخاصة شباب معتمدية بن قردان . وفي ردها على جميع هذه المقترحات عبرت المفوضية الأوروبية عن استعداد المفوضية لمد يد المساعدة لتونس وتكثيف الرحلات الجوية لاجلاء أكثر عدد ممكن من اللاجئين متوجهة بالشكر للمجهودات التي بذلتها تونس لاستقبال الفارين من ليبيا وذلك بفتح حدودها واستقبال هؤلاء وتوفير كل المستلزمات الضرورية بالتعاون مع مختلف المنظمات الدولية الانسانية. وسجل المعبر الحدودي برأس جدير توافد عدد من الدبلوماسيين خلال الساعات الفارطة منهم سفير الهند بليبيا وسفير كوريا الذي رافقه وفد من جاليته كما تواصل مرور سيارات الهيئات السياسية أمس قادمة من ليبيا في اتجاه مدينة بن قردان والمدن المجاورة لها كما تحدث شهود عيان ل "الصباح" أن مجموعة من سيارات المراسم الليبية عبرت النقطة الحدودية وعلى متنها سواق فقط كما عبر أمس المعبر الحدودي برأس جدير قنصل روسيا بليبيا وقنصل بلاروسيا ومرور سفير ليبيا ببروكسال. سيارات ليبية لنقل النفط التونسي وشهدت الحدود التونسية الى حدود ظهر أمس نزول كميات متفاوتة من الأمطار مما جعل اللاجئين يبقون داخل مخيماتهم وعلمت "الصباح " من حسين بالطيب عضو المبادرة الأهلية لحماية الثورة ودعمها ببن قردان أنه بعد ملاحظة مرور شاحنات وصهاريج ليبية فارغة قادمة من التراب الليبي في اتجاه الصخيرة وقابسوجرجيس لجلب النفط التونسي تقرر ارجاع جميع هذه الشاحنات الى ليبيا حتى لايقع حسب ما أفادنا به حسين بالطيب استغلال النفط التونسي لحرق الشعب الليبي من طرف كتائب القذافي مشيرا أيضا أنه تم التنسيق مع هيئات المبادرات الأهلية لحماية الثورة ودعمها بكل من قابسوجرجيس والصخيرة لمنع وصول هذه الشاحنات الليبية وعلمت "الصباح" من نفس المصدر أن أكثر من 3 شاحنات عادت الى ليبيا ظهر أمس . ووصلت بعد ظهر أمس 18 شاحنة تابعة للصليب الأحمر الايطالي رفقة 4 سيارات صغيرة الحجم و3 جرارات وتبلغ حجم هذه المساعدات 250 طنا حسب ما أفاد به ل"الصباح" الدكتور منجي سليم رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بمدنين وتتمثل هذه المساعدات بالخصوص في تجهيزات صحية وأدواش ومواد تنظيف ومطبخ كبير الحجم وخيام وثلاجات وأغطية ومواد مختلفة. وتواصل تدفق الوافدين من ليبيا على رأس جدير وبلغ عدد الوافدين خلال 24 ساعة الفارطة أكثر من 4 آلاف منهم 1356 ليبيا و307 من مصر و358 من السودان و 831 من التشاد و78 من باكستان و11 من فرنسا و97 من الهند و7 من العراق والباقي من جنسيات مختلفة كما بلغ عدد الوافدين منذ صباح أمس الى حدود الساعة الواحدة ظهرا 831 وافدا ارتفاع عدد الرحلات كما شهد مطار جربة جرجيس الدولي أمس ارتفاعا على مستوى عدد الرحلات المبرمجة لاجلاء اللاجئين وبلغ عدد هذه الرحلات 11 رحلة توجهت رحلتين منها نحو مالي نقلت 300 لاجئ و4 رحلات نحو السودان نقلت 620 لاجئا ورحلة نحو بنغلاداش نقلت 160 لاجئا و3 رحلات نحو التشاد نقلت 450 لاجئا ورحلة نحو القاهرة نقلت 140 لاجئا ليكون العدد الجملي للمغادرين 1670 علما أن أول رحلة كانت في حدود الساعة الثالثة صباحا وتوجهت نحو مالي.