قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الجديد بالقاهرة يوم الجمعة المشاركة في اجتماعات أنابوليس بميريلاند الامريكية.. الذي دعت ادارة بوش إلى تنظيمه ل"تحريك جهود السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية".. القرار العربي الجديد جاء ب"الاجماع "..رغم ما سبقه من تسريبات اعلامية عن عدم مشاركة عدة دول مثل سوريا والسعودية فيه.. ويبدو أن ما سهل اعلان المشاركة الجماعية وعود أمريكية بادراج قضية احتلال اسرائيل للجولان على جدول الاعمال.. رغم اعتراضات اسرائيلية سابقة.. ++ وفي كل الحالات فان عقد هذا المؤتمر فرصة لتحريك ملف الاحتلال الإسرائيلي اعلاميا.. وابلاغ صوت الشعب الفلسطيني والصوت العربي الى وسائل الاعلام العالمية.. ++ وفي كل الحالات فان الحضور أفضل بكثير من الرهان على "المقعد الفارغ".. خاصة إذا كان العرب يريدون البرهنة انهم مع التفاوض السياسي وان اسرائيل هي التي تعرقله.. وتتمادى في اجراءات قمع الشعب الفلسطيني المحتل وفي استفزاز لبنان شعبا ودولة.. وفي احتلال الجولان السوري واراض عربية في الاردن ومصر.. وفي التحليق فوق الاجواء السورية ثم قصف اهداف داخل الاراضي السورية.. ++ وفي كل الحالات فان حرص ادارة بوش على عقد المؤتمر اعتراف باخطائها عندما تجاهلت ملف المحادثات السلمية والمفاوضات التي بدأتها باقتدار ادارة الرئيس كلينتون.. مما ساعد على تحقيق تقدم ملموس على الارض.. فيما كانت ادارة بوش الابن منحازة الى المتطرفين الاسرائيليين ضد الجانب الفلسطيني قيادة وشعبا.. ++ لكن رغم كل هذه الاعتبارات لا ينبغي أن يؤدي المؤتمر الى تطبيع جماعي سابق لاوانه بين اسرائيل والعواصم العربية.. خاصة بعد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي ناشد فيها عدم حرمان الشعب الفلسطيني من ورقة تاجيل التطبيع العربي مع اسرائيل حتى تعترف بالحقوق الوطنية الفلسطينية والدولة المستقلة قولا وفعلا.. ++ فعسى أن لا يؤدي مؤتمر أنابوليس في ميريلاند إلى التنازل عن "ورقة التوت".. أي الى تقديم تنازلات رسمية عربية جديدة تقل عن سقف قرارات الاممالمتحدة والمبادرة العربية للسلام التي صادقت عليها قمة بيروت 2002.. ثم مقررات القمة العربية في الرياض لعام 2007.. وحتى تتحرك السلطة الفلسطينية والقيادات العربية من موقع القوة لا بد من توفير عدة شروط تخدمها عند التفاوض مع الاخر.. وعلى رأسها تنقية الاجواء الداخلية.. فلا انتصار في اية معركة عندما تكون الجبهة الداخلية مهزوزة..